للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأُمَّتِكَ. فرَجَعتُ فحَطَّ عَنِّى خَمسَ صَلَواتٍ، فما زِلتُ أختَلِفُ بَينَ رَبِّى وبَينَ موسَى، كُلَّما أتَيتُ عليه قال لِى مِثلَ مَقالَتِه حَتَّى رَجَعتُ بخَمسِ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ، فلَمّا أتَيتُ على موسَى قال لِى: بِمَ أُمِرتَ؟ قُلتُ: أُمِرتُ بخَمسِ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ. قال: إنِّي قَد بَلَوتُ النّاسَ قَبلَكَ وعالَجتُ بني إسرائيلَ أشَدَّ المُعالَجَةِ، وإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذَلِكَ، فارجِعْ إلى رَبِّكَ فسَلْه التَّخفيفَ لأُمَّتِكَ. قُلتُ: لَقَد رَجَعتُ إلى رَبِّى حَتَّى استَحيَيتُ ولَكِن أرضَى وأُسَلِّمُ". قال: "فنوديتُ - أو: نادانِى مُنادِى (١). الشَّكُّ مِن سعيدٍ - أن قَد أمضَيتُ فريضَتِى، وخَفَّفتُ عن عِبادِى، وجَعَلتُ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشرَ أمثالِها" (٢). مُخَرَّجٌ في "الصحيحين" مِن حَديثِ سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ (٣).

١٧١١ - وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ بنِ يوسُفَ الأمَوِيُّ مِن أصلِ كِتابِه، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ المُرادِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ وهبٍ القُرَشِىُّ، حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، حدثنا شَريكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَمِرٍ قال: سَمِعتُ أنَسَ بنَ مالكٍ يُحَدِّثُنا عن لَيلَةٍ أُسرِىَ برسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن مَسجِدِ الكَعبَةِ. فذكَر الحديثَ وفيه: فأَوحَى إلَيه ما شاءَ فيما أوحَى خَمسينَ صَلاةً على أُمَّتِه كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ، ثم هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ موسَى فاحتَبَسَه فقالَ: يا محمدُ، ما عَهِدَ إلَيكَ رَبُّكَ؟ قال: "عَهِدَ إلَىَّ خَمسينَ صَلاةً على أُمَّتِى كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ". قال: فإِنَّ أُمَّتَكَ لا تَستَطيعُ فارجِعْ فليُخَفِّفْ عَنكَ وعَنهُم. فالتَفَتَ إلى جِبريلَ عليه السَّلامُ كأَنَّه يَستَشيرُه في ذَلِكَ، فأَشارَ


(١) في س، م: "مناد".
(٢) تقدم تخريجه في (١٢٧٢).
(٣) البخاري (٣٢٠٧)، ومسلم (١٦٤/ ٢٦٤).