للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلَيه أن: نَعَم إن شِئتَ. فعَلا به جِبريلُ فقالَ: "يا رَبِّ خَفِّفْ عَنّا؛ فإِنَّ أُمَّتِى لا تَستَطيعُ هذا". فوَضَعَ عنه عَشْرَ صَلَواتٍ، ثم رَجَعَ إلى موسَى فاحتَبَسَه، ولَم يَزَلْ يَرُدُّه موسَى إلى رَبِّه حَتَّى صارَ إلى خَمسِ صَلَواتٍ، ثم احتَبَسَه عِندَ الخامِسَةِ فقالَ: يا محمدُ، قَد واللَّهِ راوَدتُ بني إسرائيلَ على أدنَى مِن [هذهِ الخَمسِ] (١) فضَيَّعوه وتَرَكوه، وأُمَّتُكَ أضعَفُ أجسادًا وقُلوبًا وأَبصارًا وأَسماعًا، فارجِعْ فليُخَفِّفْ عَنكَ رَبُّكَ. فالتَفَتَ إلى جِبريلَ ليُشيرَ عليه، فلا يَكرَهُ ذَلِكَ جِبريلُ، فرَفَعَه عِندَ الخامِسَةِ فقالَ: "يا رَبِّ، إنَّ أُمَّتِى ضِعافٌ أجسادُهُم وقُلوبُهُم وأَسماعُهُم وأَبصارُهُم فخَفِّفْ عَنّا". فقالَ: إنِّي لا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَىَّ، هِىَ كما كتبْتُ عَلَيكُم في أُمِّ الكِتابِ، ولَكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشرُ أمثالِها، هِىَ خَمسونَ في أُمِّ الكِتابِ، وهِىَ خَمسٌ عَلَيكَ. وذكَر الحديثَ (٢). أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن حَديثِ سليمانَ بنِ بلالٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ عن هارونَ الأيلِىِّ عن ابنِ وهبٍ (٣).

١٧١٢ - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصفَهانِىُّ مِن أصلِ كِتابِه، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الحسنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ ومُحَمَّدُ بنُ إدريسَ الشافعيُّ قالا: حدثنا مالكٌ، عن


(١) في د: "هذا".
(٢) المصنف في الأسماء والصفات (٤١٤، ٩٣٠). وأخرجه ابن منده في الإيمان (٧١٢) عن محمد بن يعقوب به. وابن جرير في تفسيره ١٤/ ٤١٦ - ٤٢٠، وفى تهذيب الآثار (٧١٩ - مسند ابن عباس)، وابن خزيمة في التوحيد (٣١٥)، وأبو عوانة (٣٥٧) عن الربيع به.
(٣) البخاري (٣٥٧٠)، ومسلم (١٦٢/ ٢٦٢)، وعند البخاري مقتصرًا على أوله.