كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب أدب القاضى - باب: لا ينبغي للقاضي ولا للوالي أن يتخذ كاتبا ذميا، ولا يضع الذمي في موضع يتفضل فيه مسلما - ج: 20 - ص: 375

حَذِقتُه. قال أبي: فكُنتُ أكتُبُ له إذا كَتَبَ، وأقرأُ له إذا كُتِبَ إلَيهِ (١).

٢٠٤٣٥ - أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ القاضِي، حَدَّثَنَا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عليِّ بنِ دُحَيمٍ الشَّيبانِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بن الحُسَينِ بنِ أبي الحُنَين، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا هُشَيمٌ، عن العَوّامِ بنِ حَوشَبٍ، عن الأزهَرِ بنِ راشِدٍ قال: كان أنَسُ بن مالكٍ يُحَدِّثُ أصحابَه، فإِذا حَدَّثَهُم بحَديثٍ لا يَدرونَ ما هوأتَوُا الحَسَنَ ففَسَّرَ لَهُم، فحَدَّثَهُم ذاتَ يَومٍ قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَستَضيئوا بنارِ المُشرِكينَ، ولا تَنقُشوا في خَواتيمِكُم عَرَبيًّا". فأتَوُا الحَسَنَ فقالوا: إنَّ أنَسًا حَدَّثَنَا اليَومَ بحَديثٍ لا نَدرِي ما هو. قال: وما حَدَّثَكُم؟ فذَكَروه، قال: نَعَم، أمّا قَولُه: "لا تَنقُشوا في خَواتيمِكُم عَرَبيًّا". فإِنَّه يَقُولُ: لا تنقُشوا في خَواتيمِكُم محمدًا. وأمّا قَولُه: "لا تَستَضيئوا بنارِ المُشرِكينَ". فإِنَّه يَقولُ: لا تَستَشيروا المُشرِكينَ في شَئٍ مِن أُمورِكُم. وتَصديقُ ذَلِكَ في كِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} (٢) [آل عمران: ١١٨].

٢٠٤٣٦ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو سعيدٍ إسماعيلُ بن أحمدَ الجُرجانِيُّ إملاءً، أنبأنا الحَسَنُ بن محمدٍ أبو عليٍّ الوَشّاءُ، حَدَّثَنَا عليُّ

---

(١) الحاكم ١/ ٧٥ وصححه، وأبو داود (٣٦٤٥). وأخرجه أحمد (٢١٦١٨)، والترمذي (٢٧١٥) من طريق عبد الرَّحمن بن أبي الزناد به مطولًا. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح أبي داود (٣٠٩٨): حسن صحيح.
(٢) مسدد - كما في الإتحاف (٥٥٦٦، ٦٧٢٩). وأخرجه أحمد (١١٩٠٤)، والنسائي (٥٢٢٤)، والطحاوى في شرح المعاني ٤/ ٢٦٣ من طريق هشيم به.