كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب أدب القاضى - باب إنصاف الخصمين في المدخل عليه، والاستماع منهما، والإنصات لكل واحد منهما حتى تنفد حجته، وحسن الإقبال عليهما - ج: 20 - ص: 404

أجلِسُ مَعَ خَصمِي. فجَلَسا بَينَ يَدَيه، فادَّعَى أُبَيٌّ وأنكَرَ عُمَرُ -رضي الله عنهما-، فقالَ زَيدٌ لأُبَيٍّ: أعفِ أميرَ المُؤمِنينَ مِنَ اليَمين، وما كُنتُ لأسألَها لأحَدٍ غَيرِه. فحَلَفَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، ثُمَّ أقسَمَ: لا يُدرِكُ زَيدُ بن ثابِتٍ القَضاءَ حَتَّى يَكونَ عُمَرُ ورَجُلٌ مِن عُرضِ (١) المُسلِمينَ عِندَه سَواءً (٢).

٢٠٤٩٤ - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أنبأنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيّ، حَدَّثَنَا سَعدانُ بن نَصرٍ، حَدَّثَنَا أبو مُعاويَةَ، عن الأَعْمَش، عن تَميمِ بنِ سلمةَ قال: جاءَ ابنُ أبي عُصيفيرٍ إلَى شُرَيح يُخاصِمُ رَجُلًا فجَلَسَ مَعَه على الطِّنفِسَة، فقالَ له: قُمْ فاجلِسْ مَعَ خَصمِكَ، فإِنَّ مَجلِسَكَ يُريبُه. فغَضِبَ ابنُ أبي عُصيفيرٍ، فقالَ له شُرَيحٌ: قُمْ فاجلِسْ مَعَ خَصمِكَ، إنِّي لا أدَعُ النُّصرَةَ وأنا عَلَيها لَقادِرٌ (٣).

٢٠٤٩٥ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عليٍّ الخَرازُ، حَدَّثَنَا أَسيدُ بن زَيدٍ الجَمالُ، حَدَّثَنَا عمرُو بن شَمِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، أنبأنا أبو محمدِ بن الخُراسانِيّ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عُبَيدِ بنِ أبي هارونَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن حَبيبٍ، حَدَّثَنَا عمرُو ابنُ شَمِرٍ، عن جابِرٍ، عن الشَّعبِيِّ قال: خَرَجَ عليُّ بن أبي طالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إلَى

---

(١) عرض النّاس: عامتهم. ينظر تاج العروص ١٨/ ٤٠١ (ع ر ض).
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩/ ٣١٩ من طريق المصنف به. ووكيع في أخبار القضاة ١/ ١٠٨، ١٠٩ من طريق هشيم به. وسيأتي في (٢٠٥٤٠).
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣١/ ٢٣ من طريق المصنّف به. ووكيع في أخبار القضاة ٢/ ٢٩٤، ٢٩٥ عن سعدان بن نصر به.