للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠٩١٠ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أنبأنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرَّزَّازُ، حدثنا عيسَى بنُ عبدِ اللَّهِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ المُقرِئُ، حدثنا كَهمَسُ بنُ الحَسَنِ قال: سَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ بُرَيدَةَ يُحَدِّثُ أن يَحيَى بنَ يَعْمَرَ قال: كان أوَّلَ مَن قال فى القَدَرِ فى البَصرَةِ مَعبَدٌ الجُهَنِىُّ، فانطَلَقنا حُجّاجًا أنا وحُمَيدُ ابنُ عبدِ الرَّحمَنِ، فلَمّا قَدِمنا قُلنا: لَو لَقِينا بَعضَ أصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألناه عَمّا يقولُ هَؤُلاءِ القَومُ فى القَدَرِ. قال: فوافَقْنا عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ فى المَسجِدِ، فاكتَنَفتُه (١) أنا وصاحِبِى، أحَدُنا عن يَمينِه، والآخَرُ عن شِمالِه. قال يَحيَى: فظَنَنتُ أن صاحِبِى يَكِلُ الكَلامَ إلَىَّ، فقُلتُ: يا أبا عبدِ الرَّحمَنِ، إنَّه ظَهَرَ قِبَلَنا ناسٌ يَقرَءونَ القُرآنَ ويَعرِفونَ (٢) العِلمَ، يَزعُمونَ أن لا قَدَرَ، وأنَّما الأمرَ أُنُفٌ (٣). قال عبدُ اللَّهِ: فإِذا لَقِيتُم أولَئكَ فأخبِروهُم أنِّى بَرِئٌ مِنهُم وهمْ (٤) مِنِّى بُرآءُ، والَّذِى يَحلِفُ به عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، لَو أن (٥) لأحَدِهِم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فأنفَقَه، ما قَبِلَه اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنه حَتَّى يُؤمِنَ بالقَدَرِ كُلِّه خَيرِه وشَرِّه. ثُمَّ قال: حَدَّثَنِى عُمَرُ بنُ الخطابِ قال: بَيْنا نَحنُ عِندَ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) فى حاشية الأصل: "فأكنفته".
(٢) كتب فوقها فى الأصل: "كذا". والذى فى المصادر: "يتقفرون". أى: يطلبونه ويتبعون أثره. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ١٦٣.
(٣) الأمر أنف: أى مستأنف لم يتقدم فيه شئ من قدر أو مشيئة. معالم السنن ٤/ ٣٢٠.
(٤) فى م: "أنهم".
(٥) فى نسخة المصنف: "كان".