للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذاتَ يَومٍ، إذ طَلَعَ رَجُلٌ شَديدُ بَياضِ الثّيابِ، شَديدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا نَرَى (١) عَلَيه أثَرَ السَّفَرِ، ولا نَعرِفُه، حَتَّى جَلَسَ إلَى رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فأسنَدَ رُكبَتَه (٢) إلَى رُكبَتِه (٢)، ووضَعَ كَفَّيه على فخِذَيه، ثُمَّ قال: يا محمدُ أخبِرْنِى عن الإسلامِ، ما الإسلامُ؟ قال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإسلامُ أن تَشهَدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتِىَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيتَ إنِ استَطَعتَ السَّبيلَ". فقالَ الرَّجُلُ: صَدَقتَ. قال عُمَرُ: عَجِبْنا له؛ يَسألُه ويُصَدِّقُه. ثُمَّ قال: يا محمدُ، أخبِرْنِى عن الإيمانِ، ما الإيمانُ؟ فقالَ: "الإيمانُ أن تُؤمِنَ باللَّهِ، ومَلائكَتِه، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليَومِ الآخِرِ، والقَدَرِ كُلِّه خَيرِه وشَرِّه". فقالَ: صدَقتَ. فقالَ: أخبِرْنِى عن الإحسَّانِ. فقالَ: "الإحسانُ أن تَعبُدَ اللَّهَ كَأنَّك تَراه، فإِن لم تكنْ تَراه فإِنَّه يَراكَ". قال: فحَدِّثْنِى عن السّاعَةِ، مَتَى السّاعَةُ؟ قال: "ما المَسئولُ (٣) بأعلمَ بها مِنَ السّائلِ". قال: فأخبِرْنِى عن أمارَتِها. قال: "أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها (٤)، وأن تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ (٥)، رِعاءَ الشّاءِ يَتَطاوَلونَ فى البِناءِ". ثُمَّ انطلَقَ، فقالَ عُمَرُ: فلَبِثْتُ ثَلاثًا، ثُمَّ قال لِى رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عُمَرُ، ما تَدرِى مَنِ السّائلُ؟ ". قُلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: "ذاكَ جِبريلُ عَلَيه السَّلامُ،


(١) فى م: "يرى".
(٢) فى س: "ركبتيه".
(٣) بعده فى س: "عنها".
(٤) معناه أن يتسع الإسلام ويكثر السبى ويستولد الناس أمهات الأولاد، فتكون ابنة الرجل من أمته فى معنى السيدة لأمها، إذ كانت مملوكة لأبيها، وملك الأب راجع فى التقدير إلى الولد. معالم السنن ٤/ ٣٢١.
(٥) العالة: الفقراء، واحدهم عائل. معالم السنن ٤/ ٣٢١.