لم يُصَحِّحا شَيئًا مِن تِلكَ الرِّواياتِ؛ لِما فيها مِن هذا الوَهْمِ الظّاهِرِ، وكانَ شَيخُنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رحِمه اللَّهُ يقولُ: كُلُّ مَن قال ذَلِكَ فقَد أخطأَ؛ فإِنَّ ذا الشِّمالَينِ تَقَدَّمَ مَوتُه ولَم يُعقِبْ، ولَيسَ له راوٍ.
٣٩٨٧ - أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدَّثَنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا شُعبَةُ، عن خُبَيبِ بنِ عبدِ الرحمنِ قال: سَمعتُ حَفصَ بنَ عاصِمٍ يُحَدِّثُ، عن أبى سعيدِ ابنِ المُعَلَّى، أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان فى المَسجِدِ وأَنا أُصَلِّى فدَعانِى. قال: فصَلَّيتُ ثم جِئتُ فقالَ: "ما مَنَعَكَ أن تُجيبَنِى حينَ دَعَوتُكَ؟ أمَا سَمِعتَ اللَّهَ يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: ٢٤]؟ لأُعَلِّمَنَّكَ أعظَمَ سورَةٍ فى القرآنِ قبلَ أن أخرجَ مِنَ المَسجِدِ". قال: فمَشَيتُ مَعَ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى كِدْنا أن نَبلُغَ بابَ المَسجِدِ فقُلتُ: نَسِىَ، فذَكَّرْتُه فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلتُ كَذا وكَذا. فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. السَّبعُ المَثانِى والقُرآنُ العَظيمُ الذى أُوتيتُه" (١).
٣٩٨٨ - وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو نَصرٍ أحمدُ بنُ سَهلٍ الفَقيهُ ببُخارَى، أخبرَنا صالِحُ بنُ محمدٍ الحافظُ، حدَّثَنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ الجُشَمِىُّ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ سعيدٍ القَطّانُ، حدَّثَنا شُعبَةُ. فذكَر الحديثَ بنَحوِه إلا أنَّه قال فى إسنادِه: عن، عَن، وقالَ: "دَعَوتُكَ فلَم تُجِبْنِى". قال: كُنتُ
(١) الطيالسى (١٣٦٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute