للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له عَريفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ - فقَدِمتُها ولَيسَ لِى بها عَرِيفٌ، فنَزَلتُ الصُّفَّةَ، وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرافِقُ بَينَ الرَّجُلَينِ، ويَقسِمُ بَينَهُما مُدًّا مِن تَمرٍ، فبَينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يَومٍ في صَلاتِه إذ ناداه رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخَرَّقَت عَنّا الخُنُفُ (١). قال: وإِنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَ اللهَ وأَثنَى عليه، وذكَر ما لَقِىَ مِن قَومِه ثم قال: "لَقَد رأيتُنِى وصاحِبِى مَكَثنا بضعَ عَشرَةَ لَيلَةً ما لَنا طَعامٌ غَيرُ البَريرِ - والبَريرُ ثَمَرُ الأراكِ - حَتَّى أتَينا إخوانَنا مِنَ الأنصارِ، فآسَونا مِن طَعامِهِم، وكانَ جُلُّ طَعامِهِمُ التَّمرَ، والَّذِى لا إلَهَ إلا هو لَو قَدَرتُ لَكُم على الخُبزِ واللَّحمِ لأطعَمتُكُموه، وسَيأتِى عَلَيكُم زَمانٌ، أو مَن أدرَكَه مِنكُم، تَلبَسونَ أمثالَ أستارِ الكَعبَةِ، ويُغدَى ويُراحُ عَلَيكُم بالجِفانِ". قالوا: يا رسولَ اللهِ، أنَحنُ يَومَئذٍ خَيرٌ أوِ اليَومَ؟ قال: "لا، بَل أنتُمُ اليَومَ خَيرٌ، أنتُمُ اليَومَ إخوانٌ، وأنتُم يَومَئذٍ يَضرِبُ بَعضُكُم رِقابَ بَعضٍ" (٢).

٤٣٩٤ - أخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ المعدانِىُّ بمَروَ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ محمدٍ البُزنانِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ سَيّارٍ، حدثنا أبو حامِدٍ الرَّوّادِىُّ، أخبرَنِى عثمانُ بنُ اليَمانِ قال: لَمّا كَثُرَتِ المُهاجِرونَ بالمدينَةِ، ولَم يَكُنْ لَهُم دارٌ ولا مأوًى، أنزَلَهُم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - المَسجِدَ، وسَمّاهُم أصحابَ الصُّفَّةِ، فكانَ يُجالِسُهُم ويأنَسُ بهِم.


(١) الخنف: واحدها خنيف: وهو جنس من الكتان ردئ. غريب الحديث لابن الجوزى ١/ ٣١٠.
(٢) المصنف في الدلائل ٦/ ٥٢٤. وأخرجه أحمد (١٥٩٨٨)، وابن حبان (٦٦٨٤) من طريق داود بن أبى هند به. وقال الذهبي ٢/ ٨٧٣: إسناده قوى.