ورُوِّينا عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، أنَّه سُئلَ عن النَّومِ في المَسجِدِ فقالَ: فأَينَ كان أهلُ الصُّفَّةِ؟ يَعنِي يَنامونَ فيهِ (١).
٤٣٩٥ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ بنِ يَعقوبَ السُّوسِىُّ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ البَغدادِىُّ، أخبرَنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، حدثنا مُجاهِدٌ، أنَّ أبا هريرةَ - رضي الله عنه - كان يقولُ: واللهِ الذي لا إلَهَ إلا هو، إن كُنتُ لأعتَمِدُ بكَبِدِى على الأرضِ مِنَ الجوعِ، وإِن كُنتُ لأشُدُّ الحَجَرَ على بَطنِي مِنَ الجوعِ، ولَقَد قَعَدتُ يَومًا على طَريقِهِمُ الذي يَخرُجونَ فيه، فمَرَّ بي أبو بكرٍ فسألتُه عن آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ تعالَى، ما سألتُه إلا ليَستَتبِعَنِي، فمَرَّ ولَم يَفعَلْ، ثم مَرَّ بي عُمَرُ فسألتُه عن آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ، ما سألتُه إلا ليَستَتبِعَنِي، فمَرَّ ولَم يَفعَلْ، ثم مَرَّ بي أبو القاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - فتَبَسَّمَ حينَ رآنِى، وعَرَفَ ما في نَفسِى وما في وجهِى، ثم قال:"يا أبا هريرةَ". قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. قال:"الْحقْ". ومَضَى، فاتَّبَعتُه فدَخَلَ، واستأذَنتُ فأَذِنَ لِى فدَخَلتُ، فوَجَدَ لَبَنًا في قَدَحٍ، فقالَ "مِن أينَ هذا اللَّبَنُ؟ ". قالوا: أهداه لَكَ فُلانٌ أو فُلانَةُ. قال:"يا أبا هريرةَ". قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. قال:"الْحقْ أهلَ الصُّفَّةِ فادْعُهُم لِي". قال: وأَهلُ الصُّفَّةِ أضيافُ الإِسلامِ، لا يأوونَ إلى أهلٍ ولا مالٍ، إذا أتَته صَدَقَةٌ يَبعَثُ بها إلَيهِم، ولَم يَتَناوَلْ مِنها شَيئًا، وإِذا أتَته هَديَّةٌ أرسَلَ إلَيهِم، فأَصابَ مِنها وأَشرَكَهُم فيها، فساءَنِى ذَلِكَ قُلتُ: وما هذا اللَّبَنُ في أهلِ الصُّفَّةِ؟ كُنتُ
(١) أخرجه عبد الرزاق (١٦٤٨)، وابن أبي شيبة (٤٩٥٥).