كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب ما روى في صلاة المأموم قائما وإن صلى الإمام جالسا، وما يستدل به على نسخ ما تقدم من الأخبار - ج: 5 - ص: 577

وقَد روِىَ عن شُعبَةَ عن موسَى بنِ أبي عائشةَ في هذا الحديثِ أنَّ أبا بكرٍ صَلَّى بالنّاسِ ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في الصَّفِّ خَلفَه (١)، وحُسنُ سياقِ زائدَةَ بنِ قُدامَةَ لِلحَديثِ يَدُلُّ على حِفظِه وأَنَّ غَيرَهَ لَم يَحفَظْه حِفظَه، ولِذَلِكَ ذَكَرَه البخاريُّ ومُسلِمٌ رَحِمَهُما اللَّهُ تَعالَى في كِتابَيهِما دونَ رِوايَةِ مَن خالَفَه.

وكَذَلِكَ رُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ عباسٍ:

٥١٤٣ - أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا هِشامُ بنُ عليٍّ، حدثنا ابنُ رَجاءٍ، أخبرَنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن أرقَمَ بنِ شُرَحبيلَ قال: سافَرتُ مَعَ ابنِ عباسٍ مِنَ المَدينَةِ إلَى الشّامِ فسأَلتُه. فذَكَرَ الحديثَ في مَرَضِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إلَى أن قال: فرأَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن نَفسِه خِفَّةً فخَرَجَ يُهادَى بَينَ رَجُلَينِ، فلَمّا أحَسَّ النّاسُ سَبَّحوا، فذَهَبَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - يَتأَخَّرُ، فأشارَ إلَيه بيَدِه مَكانَكَ، فاستَفتَحَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن حَيثُ انتَهَى أبو بكرٍ مِنَ القُرآنِ وأبو بكرٍ قائمٌ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالِسٌ، فائتَمَّ أبو بكرٍ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وائتَمَّ النّاسُ بأَبِى بكرٍ، فما قَضَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ حَتَّى ثَقُلَ جِدًّا، فخَرَجَ يُهادَى بَينَ رَجُلَينِ وإِنَّ رِجلَيه لَتَخُطّانِ في الأرضِ، فماتَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ولَم يُوصِ (٢). وبِمَعناه رُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن عائشَةَ:

٥١٤٤ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ

---

(١) أخرجه أحمد (٢٦١١٣)، والنسائي (٧٩٦)، وابن خزيمة (١٦٢١) من طريق شعبة به.
(٢) المصنف في الدلائل ٧/ ٢٢٦. وأخرجه أحمد (٣١٨٩)، وابن ماجه (١٢٣٥) من طريق إسرائيل به. وقال الألباني في صحيح ابن ماجه (١٠٢٠): حسن دون ذكر على.