كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب ما روى في صلاة المأموم قائما وإن صلى الإمام جالسا، وما يستدل به على نسخ ما تقدم من الأخبار - ج: 5 - ص: 578

الفَقيهُ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ. قال: وحَدَّثَنا محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ محمدِ بنِ يَحيَى، قالا: حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا أبو مُعاويَةَ (ح) قال: وأَخبَرَنِى عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ الكَعبِىُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا أبو مُعاويَةَ ووَكيعٌ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالَت: لما ثَقُلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جاءَ بلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ فقالَ: "مُرُوا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ أسيفٌ، وإِنَّه مَتَى يَقومُ مَقامَكَ لا يُسمِعُ النّاسَ، فلَو أمَرتَ عُمَرَ؟ قال: "مُرُوا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فقُلتُ لِحَفصَةَ: قولِى له: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ أسيفٌ، وإِنَّه مَتَى يَقومُ مَقامَكَ لا يُسمِعُ النّاسَ، فلَو أمَرتَ عُمَرَ؟ فقالَت له، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّكُنَّ لأنتُنَّ صَواحِبُ (١) يوسُفَ، مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قالَت: فأَمَروا أبا بكرٍ فصَلَّى بالنّاسِ. قالَت: فلَمّا دَخَلَ في الصَّلاةِ وجَدَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن نَفسِه خِفَّةً، قالَت: فقامَ يُهادَى بَينَ رَجُلَينِ ورِجلاه تَخُطّانِ في الأرضِ. قالَت: فلَمّا دَخَلَ المَسجِدَ (٢) سَمِعَ أبو بكرٍ حِسَّه ذَهَبَ ليَتأَخَّرَ، فأَومأَ إلَيه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ قُمْ مَكانَكَ، فجاءَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَلَسَ عن يَسارِ أبى بكرٍ. قالَت: فكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّى بالناسِ جالِسًا وأبو بكرٍ قائمًا؛ يَقتَدِى أبو بكرٍ بصَلاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ويَقتَدِى النّاسُ بصَلاةِ أبى بكرٍ. لَفظُ حَديثِ يَحيَى بنِ يَحيَى (٣). رَواه مسلمٌ في

---

(١) في س: "صواحبات".
(٢) بعده في م: "و".
(٣) أخرجه ابن ماجه (١٢٣٢) عن ابن أبي شيبة به. وأحمد (٢٥٧٦١)، وابن ماجه (١٢٣٢)، وابن =