للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النّاسَ عَلَيها". فعَمِلَ هذه الثَّلاثَ دَرَجاتٍ، ثُمَّ أمَرَ بها رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فوُضِعَت هذا المَوضِعَ، فهِىَ مِن طَرفاءِ الغابَةِ (١)، ولَقَد رأَيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قامَ عَلَيه فكَبَّرَ وكَبَّرَ النّاسُ وراءَه وهو على المِنبَرِ يَعنِى ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ فنَزَلَ القَهقَرَى حَتَّى سَجَدَ في أصلِ المِنبَرِ، ثُمَّ عادَ حَتَّى فرَغَ مِن آخِرِ صَلاتِه، ثُمَّ أقبَلَ على النّاسِ فقالَ: "يا أيُّها النّاسُ، إنَّما صَنَعتُ هذا لِتأْتَمَّوا بى ولِتَعلَّموا صَلاتِى" (٢). رَواه مسلمٌ في"الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى (٣).

٥٧٦٤ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الحسنُ بنُ الفَضلِ بنِ السَّمحِ، حدثنا أبو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عليٍّ حامِدُ بنُ محمدٍ الهَرَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا عبدُ الواحِدِ بنُ أيمَنَ، حَدَّثَنِى أبى، عن جابِرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان يَقومُ يَومَ الجُمُعَةِ إلَى شَجَرَةٍ أو نَخلَةٍ، فقالَتِ امرأَةٌ مِنَ الأنصارِ أو رَجُلٌ يا رسولَ اللهِ، ألا نَجعَلُ (٤) لَكَ مِنبَرًا؟ قال: "إن شِئتُم فاجعَلوه". فجَعَلوا له مِنبَرًا، فلَمّا كان يَومُ الجُمُعَةِ ذَهَبَ إلَى المِنبَرِ، فصاحَتِ النَّخلَةُ صياحَ الصَّبِىِّ، فنَزَلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فضَمَّها إلَيه، كانَت تَئنُّ أنينَ الصَّبِىِّ الَّذِى


(١) الطرفاء واحدتها طرَفة: شجرة من شجر البادية ومشطوط الأنهار. مشارق الأنوار ١/ ٣١٨. وينظر فتح الباري ١/ ١٤٩، وما تقدم في (٥٢٩٤).
(٢) تقدم في (٥٢٩٤ - ٥٢٩٦).
(٣) مسلم (٥٤٤/ ٤٤).
(٤) في م: "تجعل".