للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ناحيَةٍ مِنَ السَّحابِ إلَّا انفَرَجَت حَتَّى صارَتِ المَدينَةُ مِثلَ الجَوبَةِ (١)، وسالَ الوادِى وادِى قَناةَ (٢) شَهرًا، ولَم يَجِئْ أحَدٌ مِن ناحيَةٍ مِنَ النَّواحِى إلَّا حَدَّثَ بالجَودِ (٣) (٤). أخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" (٥) مِن حَديثِ الأوزاعِيِّ (٦).

٥٩٠٦ - أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ، أخبرَنا أبو أحمدَ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ شادِلِ بنِ عليٍّ، حدثنا أبو مَرْوانَ يَعنِى العُثمانِيَّ، حدثنا إبراهيمُ يَعنِى ابنَ سَعدٍ، عن الزُّهرِيَّ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، أنَّ الرَّهطَ الَّذينَ بَعَثَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى ابنِ أبي الحُقَيقِ بخَيبَرَ ليَقتُلوه، فقَتَلوه وقَدِموا على رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو قائمٌ على المِنبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ، فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ رآهُم: "أفلَحَتِ الوُجوه". فقالوا: أفلَحَ وجهُكَ يا رسولَ اللهِ. قال: "أقَتَلتُموه؟ ". قالوا: نَعَم. فدَعا بالسَّيفِ الَّذِي قُتِلَ به وهو قائمٌ على المِنبَرِ فسَلَّه، فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أجَلْ، هَذا طَعامُه في ذُبابِ السَّيفِ".


(١) الجوبة: المكان المتسع من الأرض، وقيل: هو الفجوة بين البيوت. مشارق الأنوار ١/ ١٦٣.
(٢) قناة: واد واسع من أودية المدينة يستسيل مناطق شاسعة من شرق الحجاز تصل إلى مهد الذهب جنوبًا، وإلى أواسط حرة خيبر شمالًا وبينهما قرابة مائتى كيل، أما من الشرق فإنه يأخذ مياه الربذة ورحرحان والشقران على قرابة ١٥٠ كيلا من المدينة. ينظر معجم البلدان ٤/ ٤٠١، والمعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص ٢٥٨.
(٣) الجود، بفتح الجيم، المطر الغزير. النهاية ١/ ٣١٢.
(٤) المصنف في الدلائل ٦/ ١٣٩، ١٤٠. وأخرجه أحمد (١٣٦٩٣)، والنسائي (١٥٢٧) من طريق الأوزاعي به.
(٥) بعده في الأصل: "وغيره".
(٦) البخاري (١٠١٨، ١٠٣٣)، ومسلم (٨٩٧/ ٩).