كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الطهارة - باب قراءة من قرأ {وأرجلكم} [المائدة: ٦] نصبا، وأن الأمر رجع إلى الغسل، وأن من قرأها خفضا فإنما هو للمجاورة - ج: 1 - ص: 217

رُزَيقٍ (١)، عن أبي إسحاقَ، عن الحارِثِ، عن عليٍّ أنه قال: اغسِلوا القَدَمَين إلى الكَعبَينِ كما أُمِرتُم (٢).

وروِّينا في الحديثِ الصحيحِ، عن عمرِو بنِ عَبَسَةَ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوُضوءِ: "ثم يَغسِلُ قَدَمَيه إلى الكَعبَينِ كما أمَرَه اللَّهُ تَعالَى" (٣). وفى ذلك دِلالَةٌ على أن اللَّهَ تعالَى أمَرَ بَغَسلِهِما.

٣٤٢ - وأَمّا الأثَرُ الذى أخبرَناه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ ومُحَمَّدُ بنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا حُمَيدٌ، عن موسَى بنِ أنَسٍ قالَ: خَطَبَ الحَجّاجُ بنُ يوسُفَ النّاسَ فقالَ: اغسِلوا وُجوهَكُم وأَيديَكُم وأَرجُلَكُم، فاغسِلوا ظاهِرَهُما وباطِنَهُما وعَراقيبَهُما؛ فإِنَّ ذلكَ أقرَبُ إلى جَنَّتِكُم. فقالَ أنَسٌ: صَدَقَ اللَّهُ وكَذَبَ الحَجّاجُ: (فامسَحوا برُءوسِكُم وأَرجُلِكُم إلى الكَعبَينِ). قالَ: قَرأَها جَرًّا (٤). فإِنَّما أنكَرَ أنَسُ بنُ مالكٍ القراءةَ دونَ الغَسلِ؛ فقَد رُوِّينا عن أنَسِ بنِ مالكٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما دَلَّ على وُجوبِ الغسلِ (٥).

---

(١) في س: "زريق".
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١٨٩)، وابن جرير في تفسيره ٨/ ١٩٠، ١٩١، ١٩٣ من طريق أبي إسحاق به. وليس عندهما: "كما أمرتم".
(٣) سيأتي تخريجه في (٣٨٣، ٤٤٤٢).
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٨/ ١٩٥ من طريق حميد به.
(٥) تقدم تخريجه في (٣٣٠).