كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الحج - باب من اختار الإفراد ورآه أفضل - ج: 9 - ص: 304

مَكَّةَ قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابِه: "اجعَلوها عُمرَةً". قالَت: فحَلَّ النّاسُ إلَّا مَن كان مَعَه الهَدىُ. قالَت: وكانَ الهَدىُ مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأبِى بكرٍ وعُمَرَ - رضي الله عنهما - وذِى اليَسارَةِ. قالَت: ثُمَّ راحوا مُهِلّينَ بالحَجِّ. قالَت: فلَمّا كان يَومُ النَّحرِ طَهَرْتُ، فأرسَلَنِى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فأفَضْتُ. قالَت: وأُتينا بلَحمِ بَقَرٍ، فقُلتُ: ما هَذا؟ قالوا: أهدَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن نِسائِه البَقَرَ. قالَت: فلَمّا كان لَيلَةُ الحَصْبَةِ، قُلتُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: يَرجِعُ النّاسُ بحَجَّةٍ وعُمرَةٍ وأرجِعُ بحَجَّةٍ؟ قالَت: فأمَرَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عبدَ الرَّحمَنِ بنَ أبى بكرٍ، فأردَفَنِى على جَمَلِه. قالَت: فإِنِّى لأذكُرُ وأنا جاريَةٌ حَديثَةُ السِّنِّ فيَطرُقُ وجهِى مُؤْخِرَةُ الرَّحلِ حَتَّى أتَى التَّنعيمَ، فأهلَلتُ بعُمرَةٍ جَزاءَ العُمرَةِ الثّانيَةِ التي اعتَمَروا (١). أخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ العَزيزِ بنِ أبي سلَمةَ الماجِشونِ (٢).

٨٨٧٦ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ، حدثنا ابنُ أبي عُمَرَ، حدثنا سفيانُ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ قالَت: خَرَجْنا مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "مَن أرادَ مِنكُم أن يُهِلَّ بحَجٍّ وعُمرَةٍ فليَفعَلْ، ومَن أرادَ أن يُهِلَّ بحَجٍّ فليُهِلَّ". قالَت عائشَةُ: وأهَلَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بحَجٍّ وأهَلَّ به ناسٌ مَعَه، وأهَلَّ ناسٌ بالعُمرَةِ والحَجِّ، وأهَلَّ ناسٌ بالعُمرَةِ، فكُنتُ فيمَن أهَلَّ بالعُمرَةِ (٣). رَواه مسلمٌ في "الصحيح"

---

(١) أخرجه أحمد (٢٦٣٤٤) من طريق عبد العزيز الماجشون به. وتقدم في (١٤٩١). وسيأتي في (٩٣٧٤).
(٢) البخاري (٣٠٥)، ومسلم (١٢١١/ ١٢٠).
(٣) أخرجه أحمد (٢٤٠٩٣)، وابن خزيمة (٢٦٠٥) من طريق سفيان به مختصرًا.