كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الحج - باب وقت الوقوف لإدراك الحج - ج: 10 - ص: 69

عبدُ الرَّحمَنِ بنُ بشرِ بنِ الحَكَمِ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن سُفيانَ بنِ سعيدٍ الثَّورِىِّ، عن بُكَيرِ بنِ عَطاءٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَعْمَرَ الدِّيلِىِّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "الحَجُّ عَرَفاتٌ، الحَجُّ عَرَفاتٌ، فإن أدرَكَ لَيلَةَ جَمعٍ قَبلَ أن يَطلُعَ الفَجرُ فقَد أدرَكَ، أيّامُ مِنًى ثَلَاثَةُ أيّامٍ، فمَن تَعَجَّلَ في يَومَينِ فلا إثمَ عَلَيه، ومَن تأخَّرَ فلا إثمَ عَلَيه" (١). قال سفيانُ بنُ عُيَينَةَ: قُلتُ لِسُفيانَ الثَّورِىِّ: لَيسَ عِندَكُم بالكوفَةِ حَديثٌ أشرَفَ ولا أحسَنَ مِن هَذا.

٩٥٤٢ - أخبرَنا أبو زَكَريّا يَحيَى بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الشَّيبانِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا زَكَريّا يَعنِى ابنَ أبى زائدَةَ، عن عامِرٍ قال: حَدَّثَنِى عُروَةُ بنُ مُضَرِّسِ بنِ أوَسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأمٍ أنَّه حَجَّ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأدرَكَ النّاسَ وهُم بجَمْعٍ، فانطَلَقَ إلَى عَرَفاتٍ لَيلًا، فأفاضَ مِنها ثُمَّ رَجَعَ إلَى جَمْعٍ، فأتَى رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رسولَ اللهِ أتعَبتُ نَفسِى وأنضَيتُ (٢) راحِلَتِى، فهَل لِى مَن حَجٍّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صَلَّى معنا صَلاةَ الغَداةِ، ووَقَفَ معنا حَتَّى نُفيضَ، وقَد أتَى عَرَفاتٍ قَبلَ ذَلِكَ لَيلًا أو نَهارًا فقَد تَمَّ حَجُّه وقَضَى تَفَثَه" (٣).

---

(١) المصنف في المعرفة (٣١٢١). وأخرجه الترمذي (٨٩٠) من طريق ابن عيينة به. وأحمد (١٨٧٧٤)، وأبو داود (١٩٤٩)، والنسائي (٣٠٤٤)، وابن ماجه (٣٠١٥)، وابن خزيمة (٢٨٢٢)، وابن حبان (٣٨٩٢) من طريق سفيان الثوري به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي في (٩٧٦٩، ٩٩٠١).
(٢) في ص ٤، م: "أنصبت". وأنضى راحلته: أهزلها. ينظر النهاية ٥/ ٧٢.
(٣) أخرجه أحمد (١٦٢٠٨)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي (٣٠٣٩)، وابن خزيمة (٢٨٢٠، ٢٨٢١) من طريق زكريا به. وصححه الألباني في صحيح النسائي (٢٨٤٥).