للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَعَ رَهطٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في مَنزِلٍ في طَريقِ مَكَّةَ ورسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نازِلٌ أمامَنا، والقَومُ مُحرِمونَ وأنا غَيرُ مُحرِمٍ. قال: فأبصَرَ القَومُ حِمارًا وحشيًّا، وأنا مَشغولٌ أخصِفُ نَعلِى فلَم يُؤذِنونِى (١) به، فالتَفَتُّ فأبصَرْتُه، فقُمتُ إلَى فرَسِى فأسرَجْتُه، ثُمَّ رَكِبتُه ونَسيتُ السَّوطَ والرُّمحَ، فقُلتُ لَهُم: ناوِلونِي السَّوطَ والرُّمحَ. فقالوا: لا نُعينُكَ عَلَيه بشَئٍ. فنَزَلتُ فأخَذتُهُما، ورَكِبتُ فشَدَدتُ عَلَيه فقَتَلتُه، ثُمَّ جِئتُ به أجُرُّه قَد ماتَ، فوَقَعوا فيه يأكُلُونَه، ثُمَّ إنَّهُم شَكُّوا في أكلِهِم إيّاه وهُم حُرُمٌ، فرُحْنا وخَبَأْتُ العَضُدَ مَعِىَ، فادرَكْنَا رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذَلِكَ فقالَ: "مَعَكُم مِنه شَئٌ؟ ". قُلتُ: نَعَم. فناوَلْتُه العَضُدَ، فأكَلَها وهو مُحرِمٌ حَتَّى تَعَرَّقَها (٢). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ العَزيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ عن محمدِ بنِ جَعفَرٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن أبى حازِمٍ (٣).

١٠٠٠٠ - أخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ المِهرَجانِيُّ العَدلُ وأبو زَكَريّا يَحيَى بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى المُزَكِّى قالا: حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ وعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ؛ قال علىٌّ: حدثنا. وقالَ إبراهيمُ: أخبرَنا أبو عاصِمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ قال:


(١) في س: "يؤذننى"، وفى ص ٤: "يؤذوننى".
(٢) تعرقها: أي لم يبق على عظمها لحمًا. فتح الباري ٩/ ٥٤٧.
والحديث أخرجه النسائي (٤٣٥٦)، وابن خزيمة (٢٦٤٣)، وابن حبان (٣٩٧٧) من طريق أبى حازم به.
(٣) البخاري (٢٥٧٠)، ومسلم (١١٩٦/ ٦٣).