للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أُتِيَ بجِنازَةٍ لَم يَسألْ عن شَيءٍ مِن عَمَلِ الرَّجُلِ إلا أن يَسألَ عن دَينِه، فإِن قيلَ: عَلَيه دَينٌ، كَفَّ عن الصَّلاةِ عَلَيه، وإِن قيلَ: لَيسَ عَلَيه دَينٌ، صَلَّى عَلَيه، فأُتِيّ بجِنازَةٍ فلَمّا قامَ سألَ أصحابَه: "هَل على [صاحِبِكُم مِن دَينٍ] (١)؟ ". قالوا: عَلَيه دينارانِ دَينٌ، فعَدَلَ عنه رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "صلّوا على صاحِبِكُم". فقالَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ: يا نَبِيَّ اللهِ هُما عليَّ بَرِئَ مِنهُما. فتَقَدَّمَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فصَلَّى عَلَيه، ثُمَّ قال: "يا علىُّ جَزاكَ اللهُ خَيرًا، فكَّ اللهُ رِهانَكَ كما فكَكتَ رِهانَ أخيكَ، إنَّه لَيسَ مِن مَيِّتٍ يَموتُ وعَلَيه دَينٌ إلَّا وهو مُرتَهَنٌ بدَينه، فمَن فكَّ رِهانَ مَيِّتٍ فكَّ اللَّهُ رِهانَه يَومَ القيامَةِ". فقالَ بَعضُهُم: هذا لِعَلِىٍّ خاصَّةً أم لِلمُسلِمينَ عامَّةً؟ فقالَ: "لا، بَل لِلمُسلِمينَ عامَّةً" (٢). عَطاءُ بنُ عَجلانَ ضَعيفٌ (٣)، والرواياتُ في تَحَمُّلِ أبي قَتادَةَ دَينَ المَيِّتِ أصَحُّ، واللهُ أعلمُ.

وأمّا حَديثُ الحَمالَةِ التى احتَجَّ بها المُزَنِيُّ:

١١٥١١ - فأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرِو بنِ البَحتَرِيِّ (٤)، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن هارونَ بنِ رِئابٍ، عن كِنانَةَ بنِ نُعَيمٍ، عن قَبيصَةَ بنِ المُخارِقِ قال: أتَيتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أسألُه في حَمالَةٍ فقالَ: "إن المَسألَةَ حُرِّمَت إلَّا في ثَلاثٍ: رَجُلٌ تَحَمَّلَ


(١) في حاشية الأصل: "بخطه: صاحبكم دين".
(٢) أخرجه الدارقطنى ٣/ ٤٦ من طريق إسماعيل بن عياش به.
(٣) تقدم الكلام عليه في (١٥٤٤).
(٤) في ص ٥، م: "البحترى".