كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب اللقطة - باب ذكر بعض من صار مسلما بإسلام أبويه أو أحدهما من أولاد الصحابة - رضي الله عنهم - ج: 12 - ص: 407

أبو داودَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ حَنبَلٍ وعَبدُ العَزيزِ بنُ يَحيَى المَعنَى، قال أحمدُ: حَدَّثَنَا محمدُ بنُ سلمةَ، عن ابنِ إسحاقَ، عن داودَ بنِ الحُصينِ قال: كُنتُ أقرأُ على أُمِّ سَعدٍ بنتِ الرَّبيعِ، وكانَت يَتيمَةً في حَجرِ أبى بكرٍ، فقَرأتُ: (والَّذينَ عاقَدَت (١) أيمانُكُم) [النساء: ٣٣] فقالَت: لا تَقرأْ (٢): {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ (٣) أَيْمَانُكُمْ} إنَّما نَزَلَت في أبى بكرٍ وابنِه عبدِ الرَّحمَنِ حينَ أبَى الإسلامَ، فحَلَفَ أبو بكرٍ ألَّا يوَرِّثَه، فلَمّا أسلَمَ أمَرَه نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يُؤتيَه نَصيبَه. زادَ عبدُ العَزيزِ: وما أسلَمَ حَتَّى حُمِلَ على الإسلامِ بالسَّيفِ (٤).

قال الإمامُ أحمدُ: وزَعَمَ الواقِدِىُّ أن عبدَ الرَّحمَنِ أسلَمَ في هُدنَةِ الحُدَيبيَةِ، وزَعَمَ عليُّ بنُ زَيدٍ أنَّه هاجَرَ في فتيَةٍ مِن قُرَيشٍ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبلَ الفَتحِ، وزَعَمَ أبو عُبَيدَةَ (٥) أن اسمَ عبدِ الرَّحمَنِ في الجاهِليَّةِ عبدُ العُزَّي، فسَمّاه رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبدَ الرَّحمَنِ، وزَعَمَ مُصعَبُ بنُ عبدِ اللَّهِ الزُّبَيرِىُّ أن أُمَّ عبدِ الرَّحمَنِ وعائشَة أمُّ رومانَ بنتُ عامِرٍ أسلَمت وحَسُنَ إسلامُها.

١٢٢٧٧ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ

---

(١) هى قراءة الحجازيين والبصرى والشامي، وقرأ الكوفيون: (عقدت) بغير مد. النشر ٢/ ١٨٧، وحجة القراءات ص ٢٠١.
(٢) في حاشية الأصل: "تقرءوا".
(٣) في حاشية الأصل: "عاقدت". وهو الموافق لأبى داود، وينظر عون المعبود ٣/ ٨٩.
(٤) أبو داود (٢٩٢٣). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٧٩٩٣) من طريق محمد بن سلمة بنحوه. وضعفه الألباني في ضعيف أبى داود (٦٢٦).
(٥) ينظر المستدرك ٣/ ٤٧٣.