كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب قسم الفيء والغنيمة - باب ما جاء في من الإمام على من رأى من الرجال البالغين من أهل الحرب - ج: 13 - ص: 184

قالا: حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ البُنانِىِّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن ثَمانينَ رَجُلًا مِن أهلِ مَكَّةَ هَبَطوا على رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه مِن جَبَلِ التَّنعيمِ عِندَ صَلاةِ الفَجرِ ليَقتُلوهُم، فأخَذَهُم رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِلْمًا فأعتَقَهُم، فأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إلَى آخِرِ الآيَةِ (١) [الفتح: ٢٤]. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ (٢).

١٢٩٦٣ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبَرَنا أبو العباسِ السّيّارِىُّ وأبو أحمدَ الصَّيرَفِىُّ بمَروَ قالا: حدثنا إبراهيمُ بنُ هِلالٍ، حدثنا عليُّ ابنُ الحَسَنِ بنِ شَقيقٍ، أخبَرَنا الحُسَينُ بنُ واقِدٍ قال: حَدَّثَنِى ثابِتٌ البُنانِىُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِىِّ قال: كُنّا مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالحُدَيبيَةِ. فذَكَرَ القِصَّةَ. قال عبدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ: فبَينا نَحنُ كَذَلِكَ إذ خَرَجَ عَلَينا ثَلاثونَ شابًّا عَلَيهِمُ السِّلاحُ فثاروا في وُجوهِنا، فدَعا عَلَيهِمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأخَذَ اللهُ بأبصارِهِم، فقُمْنا إلَيهِم فأخَذْناهُم، فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَل جِئتُم في عَهدِ أحَدٍ؟ أو: هَل جَعَلَ لَكُم أحَدٌ أمانًا؟ ". قالوا: اللَّهمَّ لا. فخَلَّى سَبيلَهُم، وأنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} (٣).

---

(١) المصنف في الدلائل ٤/ ١٤١. وأخرجه أحمد (١٢٢٢٧)، وأبو داود (٢٦٨٨)، والترمذى (٣٢٦٤)، والنسائي في الكبرى (٨٦٦٧) من طريق حماد بن سلمة به. وسيأتى في (١٨٠٨٨).
(٢) مسلم (١٨٠٨/ ١٣٣).
(٣) الحاكم ٢/ ٤٦٠، ٤٦١ وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد (١٦٨٠٠)، والنسائي في الكبرى (١١٥١١) من طريق حسين بن واقد به.