كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب النكاح - باب ما كان مطالبا برؤية مشاهدة الحق مع معاشرة الناس بالنفس والكلام - ج: 13 - ص: 508

السَّماء، فرَفَعتُ بَصرِي قِبَلَ السَّماءِ فإِذا المَلَكُ الَّذِي كان يَجيئُنِي قاعِدٌ على كُرسِيٍّ بَينَ السَّماءِ والأرض، فجُئثتُ (١) مِنه فرَقًا (٢) حَتَّى هَوَيتُ إلَى الأرض، فجِئتُ إلَى أهلِي فقُلتُ لَهُم: [زَمِّلونِي. فزَمَّلونى] (٣). فأَنزَلَ اللهُ تَعالَى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}. قال أبو سلَمةَ: الرُّجزُ الأوثانُ. قال: "ثُمَّ جاءَ الوَحيُ بَعدُ وتَتابَعَ" (٤). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن اللَّيثِ بالإسنادَينِ جَميعًا دونَ كَلامِ محمدِ بنِ النُّعمانِ (٥).

١٣٤٦٦ - حدثنا أبو الحَسَنِ محمدُ بن الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِيُّ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الشَّرْقِيّ، حدثنا عبدُ اللهِ بن هاشِمٍ، حدثنا وكيعٌ، حدثنا حَمّادُ بن سلَمةَ، عن محمدِ بنِ زيادٍ، عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَضَحِكتُم قَليلًا ولَبَكَيتُم كَثيرًا" (٦).

١٣٤٦٧ - حدثنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بن عليِّ بنِ دُحَيمٍ الشَّيبانِيُّ بالكوفَة، حدثنا أحمدُ بن حازِمٍ الغِفارِيُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن

---

(١) أي: فزعت ورعبت. غريب الحديث لابن الجوزى ١/ ١٣٣. وفي الأصل: "فجثثت". وكتب فوقها: "بخطه". وهما روايتان كما ذكر النووي في شرح مسلم ٢/ ٢٠٦، وينظر فتح البارى ٨/ ٧٢٢.
(٢) في م: "فزعًا".
(٣) في س، ص ٧: "زملونى زملونى"، وفي م: "زملونى فزملوه".
(٤) أخرجه أحمد (١٤٤٨٣)، والنسائي في الكبرى (١١٦٣١) من طريق الليث به. والترمذي (٣٣٢٥) من طريق الزهري به مختصرًا. وعندهم: ثم حَمِيَ الوحى.
(٥) البخاري (٣، ٤)، ومسلم (١٦٠/ ٢٥٤، ٢٥٦).
(٦) أخرجه أحمد (١٠١٨٢) عن وكيع به.