للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَصينٍ ومَنْعَةٍ؟ قال: حِصنٌ كان لِدَوسٍ في الجاهِليَّةِ، فأبَى ذلكَ رسولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلَّذِى ذَخَرَ اللَّهُ لِلأنصارِ، فلَمّا هاجَرَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلَى المَدينَةِ هاجَرَ مَعَه الطُّفَيلُ وهاجَرَ مَعَه رَجُلٌ مِن قَومِه، فاجتَوَوُا (١) المَدينَةَ فمَرِضَ فجَزعَ، فأخَذَ مَشاقِصَ (٢) فقَطَعَ بها بَراجِمَه (٣) فشَخَبَت يَداه (٤) فماتَ، فرآه الطُّفَيلُ في مَنامِه في هَيئَةٍ حَسَنَةٍ، ورآه مُغَطّيًا يَدَه، فقالَ له: ما لِى أراكَ مُغَطّيًا يَدَكَ؟ قال: قيلَ لِى: لَن نُصلِحَ مِنكَ ما أفسَدتَ. فقَصَّ الطُّفَيلُ رُؤياه على رسولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقالَ رسولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ ولِيَدَيْه فاغفِرْ" (٥). رَواه مسلِمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عن سُلَيمانَ بنِ حَربٍ (٦).

١٥٩٣٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ إبراهيمَ الهاشِمِىيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ بنِ عبدِ اللّهِ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ ومُحَمَّدُ بنُ بَشّارٍ ومُحَمَّدُ بنُ المُثَنَى، قال إسحاقُ: أخبرَنا. وقالَ الآخَرانِ: حدثنا مُعاذُ بنُ هِشامٍ -واللَّفظُ لاِبنِ المُثَنَّى- قال: حَدَّثَنِى أبى، عن قَتادَةَ، عن أبى الصدّيقِ النّاجِىِّ، عن أبى سعيدٍ، أن رسولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "كان مِمَّن كان قَبلَكُم رَجُلٌ قَتَلَ تِسعَةً وتِسعينَ نَفسًا، فسألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ،


(١) يقال: اجتويت البلد. إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة. النهاية ١/ ٣١٨.
(٢) المشاقص: جمع مِشقص، وهو سهم عريض النصل. غريب الحديث لابن الجوزى ٢/ ٣٦١.
(٣) هى عقد الأصابع التى تظهر عند ضم الكف. غريب الحديث لابن الجوزى ١/ ٦٣.
(٤) شخبت يداه: سال دمها بقوة. مشارق الأنوار ٢/ ٢٤٥.
(٥) أخرجه أحمد (١٤٩٨٢) من طريق سليمان بن حرب به. وابن حبان (٣٠١٧) من طريق الحجاج الصواف به.
(٦) مسلم (١١٦/ ١٨٤).