للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فدُلَّ على راهِبٍ، فأتاه فقالَ: إنَّه قتلَ تِسعَةً وتِسعينَ نَفسًا، فهَل له مِن تَوبَة؟ قال: لا. فقَتَلَه فكَمَّلَ به مِائَةً، ثُمَّ سألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ، فدُلَّ على رَجُلٍ عالِمٍ، فأتاه فقالَ: قَتَلَ مِائَةَ نَفسٍ، فهَل له مِن تَوبَةٍ؟ فقالَ: نَعَم، ومَن يَحولُ بَينَه وبَينَ التَّوبَةِ؟ انطَلِقْ إلَى أرضِ كَذا وكَذا؛ فإنَّ بها ناسًا يَعبُدونَ اللَّهَ فاعبُدْ مَعَهُم، ولا تَرجِعْ إلَى أرضِكَ؛ فإنَّها أرضُ سَوء. فانطَلَقَ حَتَّى إذا أتَى نِصفَ الطَّريقِ أتاه المَوتُ، فاختَصَمَت فيه مَلائكَةُ الرَّحمَةِ ومَلائكَةُ العَذابِ، فقالَت مَلائكَةُ الرَّحمَةِ: جاءَ تائبًا مُقبِلًا بقَلبِه إلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ. وقالَت مَلائكَةُ العَذابِ: إنَّه لَم يَعمَلْ خَيرًا قَطٌّ. فأتاهُم مَلَكٌ في صورَةِ آدَمِيٍّ، فجَعَلوه بَينَهُم فقالَ: قيسوا ما بَينَ الأرضَينِ، فإِلَي أيّهِما كان أدنَى فهو له. فقاسُوا فوَجَدوه أدنَى إلَى الأرضِ التى أرادَ، فقَبضَته مَلائكَةُ الرَّحمَةِ". قال قَتادَةُ: فقالَ الحَسَنُ: ذُكِرَ لَنا أنَّه لَمّا أتاه المَوتُ ناءَ بصَدرِهِ (١). رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ مُثَنَّى ومُحَمَّدِ بنِ بَشّارٍ (٢).

١٥٩٣٣ - أخبرَنا أبو عبدِ اللّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا أبو مُعاويَةَ، عن الأعمَشِ، عن أبى صالِحٍ، عن أبى هريرةَ قال: قال رسولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعوَةً مُستَجابَةً، وإنِّى اختَبأتُ دَعوَتِي شَفاعَةً لأُمَّتِى، فهِىَ نائلَةً مَن ماتَ مِنهُم إن شاءَ اللَّهُ لا يُشرِكُ باللَّهِ شَيئًا" (٣). رَواه مُسلِمٌ في


(١) المصنف في الشعب (٧٠٦٦). وأخرجه ابن حبان (٦١١) من طريق معاذ بن هشام به. وأحمد (١١٦٨٧)، والبخارى (٣٤٧٠)، وابن ماجه (٢٦٢٢) من طريق قتادة به.
(٢) مسلم (٢٧٦٦/ ٤٦).
(٣) أخرجه أحمد (٩٥٠٤)، والترمذى (٣٦٠٢)، وابن ماجه (٤٣٠٧) من طريق أبى معاوية به.