للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَومَ أُحُدٍ هَزيمَةً تُعرَفُ فيهِم، فصَرَخَ إبليسُ: أيْ عِبادَ اللهِ أُخراكُم (١). فرَجَعَت أُولاهُم فاجتَلَدَت (٢) هِيَ وأُخراهُم، فنَظَرَ حُذَيفَةُ بن اليَمانِ فإِذا هو بأبيه فقالَ: أبِي أبِي. فواللهِ ما انحَجَزوا عنه حَتَّى قَتَلوه، فقالَ حُذَيفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكُم. قال عُروَةُ: فواللهِ ما زالَت في حُذَيفَةَ بَقيَّةُ خَيرٍ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ (٣). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن فروَةَ عن عليّ بنِ مُسهِرٍ (٤).

١٦٥٥٥ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبد اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عَتّابٍ، حدثنا القاسِمُ بن عبد اللهِ بنِ المُغيرَة، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، حدثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ قال: اليَمانُ أبو حُذَيفَةَ واسمُه حُسَيلُ بن جُبَيرٍ حَليفٌ لَهُم مِن بَنِي عَبسٍ، أصابَه المُسلِمونَ - زَعَموا - في المعرَكَة، لا يَدرونَ مَن أصابَه، فتَصَدَّقَ حُذَيفَةُ بدَمِه على مَن أصابَه.

قال موسَى بن عُقبَةَ: قال ابنُ شِهابٍ: قال عُروَةُ بن الزُّبَيرِ: أخطأ به المُسلِمونَ يَومَئذٍ فتَوَشَّقوه (٥) بأسيافِهِم يَحسِبونَه مِنَ العَدوِّ، وإِنَّ حُذَيفَةَ


(١) أخراكم: أي: اقتلوا أخراكم. أو: انصروا أخراكم. أو: احترزوا من جهة أخراكم. قال ذلك إبليس تغليظًا وتلبيسًا، والخطاب للمسلمين أو للمشركين. وفتح الباري ١١/ ٥٥٣، وعمدة القارى ١٦/ ٢٨٤.
(٢) اجتلدت: تضاربت. عمدة القارى ١٥/ ١٧٩.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٧٤٠) من طريق هشام به.
(٤) البخاري (٦٦٦٨، ٦٨٨٣).
(٥) توشقوه: أي قطّعوه. النهاية ٥/ ١٨٩.