للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَيَقولُ: أبي أبِي. فلَم يَفقَهوا قَولَه حَتَّى فرَغوا مِنه، قال: حُذَيفَةُ: يَغفِرُ اللهُ لَكُم وهو أرحَمُ الرّاحِمينَ. قال: فوَدَاه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وزادَت حُذَيفَةَ عِندَه خَيرًا (١).

١٦٥٥٦ - وأخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ بن الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مُطَرَّفٌ، عن مَعمَرٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ قال: كان أبو حُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ شَيخًا كَبيرًا فرُفِعَ في الآطامِ (٢) مَعَ النِّساءِ يَومَ أُحُدٍ، فخَرَجَ يَتَعَرَّضُ الشَّهادَةَ (٣)، فجاءَ مِن ناحيَةِ المُشرِكينَ فابتَدَرَه المُسلِمونَ فتَوَشَّقوه بأسيافِهِم وحُذَيفَةُ يقولُ: أبي أبِي. فلا يَسمَعونَه مِن شُغُلِ الحَربِ حَتَّى قَتَلوه، فقالَ حُذَيفَةُ: يَغفِرُ اللهُ لَكُم وهو أرحَمُ الرّاحِمينَ. فقَضى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فيه بديَتِهِ (٤).

١٦٥٥٧ - حدثنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي عاصِمُ بن عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ قال: وأمّا أبو حُذَيفَةَ فاختَلَفَت عَلَيه أسيافُ المُسلِمينَ فقَتَلوه ولا يَعرِفونَه، فقالَ حُذَيفَةُ:


(١) المصنف في الدلائل ٣/ ٢١٨.
(٢) الآطام: جمع أُطُم، وهي الأبنية المرتفعة كالحصون. غريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٣١.
(٣) في س، ص ٨: "للشهادة".
(٤) في م: "بدية". والحديث عند المصنف في المعرفة (٤٩٨٩)، والشافعي ٦/ ٣٦، ٤١.