للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقُلتُ: يا رسولَ اللَّه، إنّا كنّا في جاهِليَّةٍ وشَرٍّ فجاءَنا اللّهُ بهَذا الخَيرِ، فهَل بعدَ هذا الخَيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: "نَعَم". قال: فهَل بعدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِن خَيرٍ؟ قال: "نَعَم، وفيه دَخَنٌ". فقُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قال: "قَومٌ يَهدونَ بغَيرِ هَديي، تَعرِفُ مِنهُم وتُنكِرُ". قُلتُ: هَل بعدَ ذَلِكَ الخَيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: "نَعَم، دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُم إلَيها قَذَفوه فيها". قُلتُ: يا رسولَ اللَّه، صِفْهُم لَنا. قال: "هُم مِن جِلدَتِنا ويَتَكَلَّمونَ بألْسِنَتِتَا". قُلتُ: فما تأْمُرُنِي إن أدرَكَنِي ذَلِكَ؟ قال: "تَلزَمُ جَماعَةَ المُسلِمينَ وإمامَهُم". قُلتُ: فإِن لَم تكُنْ جَماعَةٌ ولا إمامٌ؟ قال: "فاعتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولَو أن تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدرِكَكَ المَوتُ وأنتَ كَذَلِكَ". قال أبو عَمّارٍ في حَديثِه: صفْهُم لَنا. قال: "هُم مِن كَذا، ويَتَكَلَّمونَ بألْسِنَتِنَا". لَفظُ حَديثِ الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ (١). رَواه البخاريُّ ومُسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنَّى عن الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ (٢).

١٦٦٨٩ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِيءُ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ القاضي، حدثنا شَيبانُ بن فَرُّوخَ، حدثنا جَريرُ بن حازِمٍ، عن غَيلانَ بنِ جَريرٍ، عن أبي قَيسِ بنِ رِيَاحٍ (٣)، عن أبي هريرةَ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "مَن خَرَجَ مِنَ الطاعَة، وفارَقَ


(١) الحاكم ١/ ١١٣. وأخرجه ابن ماجه (٣٩٧٩)، والبزار (٢٩٦٢)، وأبو عوانة (٧١٦٦) من طريق الوليد بن مسلم به مختصرًا. وسيأتي في (١٦٨٧٧).
(٢) البخاري (٧٠٨٤)، ومسلم (١٨٤٧/ ٥١).
(٣) في م: "رباح". وقال المزى: زياد بن رياح. ويقال: ابن رباح القيسى أبو رياح. ويقال: أبو قيس البصرى. تهذيب الكمال ٩/ ٤٦٢.