للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٧٠٣٥ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا حَرَمِيُّ بن حَفصٍ، حدثنا محمدُ بن عبد اللهِ بنِ عُلاثَةَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بن عُمَرَ بنِ عبد العَزيز، أن خالِدَ بنَ اللَّجلاجِ حَدَّثَه، أن أباه اللَّجلاجَ أخبَرَه أنَّه كان قاعِدًا يَعتَمِلُ (١) في السُّوق، فمَرَّتِ امرأةٌ تَحمِلُ صَبيًّا، فثارَ النّاسُ وثُرتُ فيمَن ثارَ، فانتَهَيتُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أظنّه قال: فقالَ: "مَن أبو هذا مَعَكِ؟ ". قال: فسَكَتَت. قال: فقالَ شابٌّ حِذاءَها: أنا أبوه يا رسولَ الله. قال: فأقبَلَ عَلَيها فقالَ: "مَن أبو هذا مَعَكِ؟ ". قال: فسَكَتَت. قال: فقالَ الفَتَى: يا رسولَ الله، إنَّها حَديثَةُ السِّنّ، حَديثَةُ عَهدٍ بخِزيَةٍ (٢) ولَيسَت مُكَلِّمَتَكَ، فأنا أبوه يا رسولَ اللهِ. قال: فنَظَرَ إلَى بَعضِ مَن حَولَه، كأنَّه يَسألُهُم عنه، فقالوا: ما عَلِمْنا إلا خَيرًا. أو نَحوَ ذا فقالَ: "أحصَنتَ؟ ". قال: نَعَم. فأمَرَ به يُرجَمُ. قال: فخَرَجْنا به، فحَفَرنا له حَتَّى أمكَنَّا، ثُمَّ رَمَيناه بالحِجارَةِ حَتَّى هَدأ (٣)، ثُمَّ انصَرَفْنا إلَى مَجالِسِنا. قال: فبَينا نَحنُ كَذَلِكَ إذ جاءَ شَيخٌ يَسألُ عن المَرجوم، فقُمْنا إلَيه فأخَذْنا بتَلابيبِه (٤) فانطَلَقْنا به إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقُلنا: إن هذا جاءَ يَسألُ عن الخَبيثِ. فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَه، لَهو أطيَبُ عِندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ".


(١) في م: "يعمل".
(٢) خزية: خصلة يستحيا منها. غريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٢٧٧. وينظر التاج ٣٧/ ٥٤٤ (خ ز ئ).
(٣) هدأ: سكن، والمراد: مات. مشارق الأنوار ٢/ ٢٦٦.
(٤) يقال: لببه وأخذ بتلبيبه وتلابيبه: إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره. ينظر النهاية ١/ ١٩٣، ٤/ ٢٢٣. وينظر التاج ٤/ ١٩٣ (ل ب ب).