كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الطهارة - باب ما ورد في المسح على النعلين - ج: 2 - ص: 348

يا أبا عبدِ الرحمنِ، رأَيتُكَ تَصنَعُ أَربَعًا لم أَرَ أَحَدًا مِن أَصحابِكَ يَصنَعُها؟ قالَ: ما هُنَ؟ فذَكَرَهُنَّ وقالَ فيهن: رأَيتُكَ تَلبَسُ النِّعالَ السِّبتيَّةَ (١). قالَ: أَمَّا النِّعالُ السِّبتيَّةُ فإِنِّى رأَيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلبَسُ النِّعالَ التي لَيسَ فيها شَعَرٌ ويَتَوَضّأُ فيها، فأَنا أُحِبُّ أن أَلبَسَها (٢). رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ عن مالكٍ، ورواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى (٣). وكَذَلِكَ رواه جَماعَةٌ عن سعيدٍ المَقبُرِيِّ (٤).

ورواه ابنُ عُيَينَةَ عن ابنِ عَجلانَ عن المَقبُرِيِّ فزادَ فيه: ويَمسَحُ عَلَيها.

١٣٧٧ - أخبرَناه أبو بكرِ بنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا إِبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا عبدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاءِ، حدثنا سُفيانُ، حدثنا محمدُ بنُ عَجلانَ، عن سعيدٍ، عن عُبَيدِ بنِ جُرَيجٍ قال: قيلَ لابنِ عمرَ: رأيناكَ تَفعَلُ شَيئًا لم نَرَ أَحَدًا يَفعَلُه غَيرُكَ. قالَ: وما هوَ؟ قالَ: رأيناكَ تَلبَسُ هَذِه النِّعالَ السَّبتيَّةَ. قال: إِنِّى رأَيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلبَسُها ويَتَوَضّأُ فيها ويَمسَحُ عَلَيها (٥).

---

(١) النعال السبتية، بكسر السين، وهى نعال أهل النعمة والسعة: تكون من جلود البقر المدبوغة. وسمت بذلك لأن شعرها قد سُبت عنها أي حُلق وأزيل، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي لانت. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ١٥٠، والنهاية ٢/ ٣٣٠، ٣٣١.
(٢) مالك ١/ ٣٣٣، ومن طريقه أحمد (٥٣٣٨)، والبخاري (٥٨٥١)، وأبو داود (١٧٧٢)، والنسائي (١١٧).
(٣) البخاري (١٦٦)، ومسلم (١١٨٧/ ٢٥).
(٤) أخرجه أحمد (٤٦٧٢)، والنسائي (١١٧) من طرق عن سعيد به.
(٥) ابن خزيمة (١٩٩).