كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الأشربة والحد فيها - باب ما جاء في وجوب الحد على من شرب خمرا أو نبيذا مسكرا - ج: 17 - ص: 470

الشَّيطانَ عَلَيه، ولَكِن قُولوا: رَحِمَكَ اللَّهُ" (١). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عليِّ بنِ عبدِ اللهِ (٢).

١٧٥٥٩ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطَّانُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ شَريكٍ، حدثنا ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا يَحيَى بنُ أيّوبَ، حَدَّثَنِي ابنُ الهادِ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ إبراهيمَ، أن أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ أخبَرَه، عن أبي هريرةَ، أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِىَ بشارِبٍ، فأمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه أن يَضرِبوه، فمِنهُم مَن ضَرَبَه بنَعلِه، ومِنهُم بيَدِه، ومِنهُم بثَوبِه، ثُمَّ قال: "ارجِعوا". ثُمَّ أمَرَهُم فبَكَّتوه (٣)؛ فقالوا: ألا تَستَحيِى! مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَصنَعُ هذا؟ ثُمَّ أرسَلَه، فلَمّا أدبَرَ وقَعَ القَومُ يَدْعونَ عَلَيه ويَسُبّونَه؛ يقولُ القائلُ: اللَّهُمَّ أخْزِه، اللَّهُمَّ الْعَنْه. فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقولوا هَكَذا، ولَكِن قُولوا: اللَّهُمَّ اغفِرْ له، اللَّهُمَّ ارحَمْه" (٤).

١٧٥٦٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيثُ (ح) وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا

---

(١) أخرجه أحمد (٧٩٨٥)، وأبو داود (٤٤٧٧)، والنسائي في الكبرى (٥٢٨٧)، وابن حبان (٥٧٣٠) من طريق أنس بن عياض به.
(٢) البخاري (٦٧٨١).
(٣) بكته بذنبه تبكيتا: إذا استقبله بما يكره، والتبكيت: التقريع. ينظر غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ٣٢٣، والقاموس المحيط (ب ك ت).
(٤) المصنف في الصغرى (٣٤٥١). وأخرجه أبو داود (٤٤٧٨) من طريق يحيى بن أيوب به بنحوه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٣٧٥٩).