للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسك والعلم والكتبة والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع، ولم يكن يثلبه في أيامه إلا معتزلي قدري أو مبتدع جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة. وقال غيره: كان إماما راسيا في العربية، فقيها، فصيحا، بليغا، كبير القدر، شديدا على المبتدعة، صاحب أثر وسنة. مات سنة سبع وستين ومائة.

[موقفه من المبتدعة:]

قال شيخ الإسلام -الهروي- في 'الفاروق' له: قال أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديدا على المبتدعة. (١)

[موقفه من الجهمية:]

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قلت): وهكذا رأيت الجاحظ فقد شنع على حماد بن سلمة ومعاذ بن معاذ قاضى البصرة، بما لم يشنع به على غيرهما، لأن حمادا كان معتنيا بجمع أحاديث الصفات وإظهارها، (٢) ومعاذ لما تولى القضاء رد شهادة الجهمية والقدرية فلم يقبل شهادة المعتزلة، ورفعوا عليه إلى الرشيد، فلما اجتمع به حمده على ذلك وعظمه، فلأجل معاداتهم لمثل هؤلاء الذين هم أئمة في السنة يشنعون عليهم بما إذا حقق لم يوجد مقتضيا لذم. (٣)


(١) السير (٧/ ٤٥٠).
(٢) وقد جمعها في مصنف، انظر الفتاوى الكبرى (٥/ ١٥).
(٣) الفتاوى الكبرى (٥/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>