للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما قول الصوفية: (الله الله)، أو (هو هو)، فهذا من البدع، ولا يجوز التقيد بذلك، لأنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فصار بدعة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (١)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه (٢).

ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فهو رد» أي: فهو مردود، ولا يجوز العمل به ولا يقبل. فلا يجوز لأهل الإسلام أن يتعبدوا بشيء لم يشرعه الله، للأحاديث المذكورة وما جاء في معناها لقول الله سبحانه منكرا على المشركين: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (٣). وفق الله الجميع لما يرضيه. (٤)

[موقفه من الجهمية:]

- قال رحمه الله: عقيدتي التي أدين الله بها وأسأله سبحانه أن يتوفاني عليها هي: الإيمان بأنه سبحانه هو الإله الحق المستحق للعبادة، وأنه سبحانه فوق العرش قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته بلا كيف، وأنه سبحانه يوصف بالعلو فوق جميع الخلق، كما قال سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ


(١) أخرجه أحمد (٦/ ١٨٠) ومسلم (٣/ ١٣٤٣ - ١٣٤٤/ ١٧١٨ (١٨)) عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) أحمد (٦/ ٢٤٠) والبخاري (٥/ ٣٧٧/٢٦٩٧) ومسلم (٣/ ١٣٤٣/١٧١٨) وأبو داود (٥/ ١٢/٤٦٠٦) وابن ماجه (١/ ٧/١٤).
(٣) الشورى الآية (٢١).
(٤) مجموع الفتاوى (٨/ ٣٩٩ - ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>