ابن الدبيثي، وابن النجار، وابن النابلسي وأبو الحسن بن بليان وعدة.
جمع الأربعين لنفسه ودرس بمدرسة جده وبالمدرسة الشاطئة وتكلم في الوعظ، وولي القضاء للظاهر بأمر الله، وفي أوائل دولة المستنصر سار السيرة الحسنة، وسلك الطريقة المستقيمة، وأقام ناموس الشرع، ولم يحاب أحدا في دين الله ثم عزل. قال الضياء: هو فقيه كريم النفس خير.
توفي رحمه الله في سادس عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
[موقفه من المشركين:]
قال الذهبي: قال ابن النجار: سمعته يقول: كنت في دار الوزير القمي، وهناك جماعة، إذ دخل رجل ذو هيئة، فقاموا له وخدموه، فقمت وظننته بعض الفقهاء، فقيل: هذا ابن كرم اليهودي عامل دار الضرب، فقلت له: تعال إلى هنا، فجاء ووقف، فقلت: ويلك، توهمتك فقيها فقمت إكراما لك، ولست -ويلك- عندي بهذه الصفة، ثم كررت ذلك عليه، وهو قائم يقول: الله يحفظك الله يبقيك ثم قلت له: اخسأ هناك بعيدا عنا، فذهب.
قال: وحدثني أبو صالح أنه رُسِم له برزق من الخليفة، وأنه زار يومئذ قبر الإمام أحمد، فقيل لي: دفع رسمك إلى ابن توما النصراني، فامض إليه فخذه، فقلت: والله لا أمضي ولا أطلبه. فبقي ذلك الذهب عنده إلى أن قتل إلى لعنة الله في السنة الأخرى، وأُخِذ الذهب من داره، فنفذ إِليَّ. (١)