للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخر الدين الرازي (١) (٦٠٦ هـ)

العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. اشتغل على أبيه الإمام ضياء الدين خطيب الري، ثم الزين قصد الكمال السمياني فاشتغل عليه مدة، وانتشرت تواليفه في البلاد شرقا وغربا، وكان يتوقد ذكاء، وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر.

قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: حدثني القطب الطوغاني مرتين أنه سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى. وقال رحمه الله في وصيته لما احتضر: ولقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن.

توفي سنة ست وستمائة.

توبته من الكلام وبراءته منه:

هذا الرجل معروف بعداوته لعقيدة السلف الصالح، وألف الكتب في ذلك، وألف التفسير وبسط فيه المذهب الأشعري بسطا، وقد تكلمت عليه في كتابي 'المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات'. (٢)

وله كذلك 'تأسيس التقديس' وهو عبارة عن جمع لحجج الجهمية والدفاع عنها، وقد قيض الله له من ألقمه حجرا فرد عليه في تلبيس الجهمية،


(١) سير أعلام النبلاء (٢١/ ٥٠٠ - ٥٠١) والكامل في التاريخ (١٢/ ١٢٠) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٤٨ - ٢٥٢) والوافي بالوفيات (٤/ ٢٤٨ - ٢٥٩) والبداية والنهاية (١٣/ ٦٠ - ٦١) واللسان (٤/ ٤٢٦) وشذرات الذهب (٥/ ٢١) وميزان الاعتدال (٣/ ٣٤٠).
(٢) (٢/ ٩١١ - ٩٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>