للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من القدرية:]

- جاء في أصول الاعتقاد: عن حكام بن سلم قال: سألت سفيان الثوري -يعني عن هذا الحديث: "صنفان ليس لهما في الإسلام نصيب" (١) - قال: هم الذين يقولون الإيمان قول، وقوم يزعمون أن لا قدر. (٢)

- وفيه: عن سفيان الثوري قال سمعت أعرابيا وهو مستلقىً بعرفة وهو يقول: اللهم من أولى بالزلل والتقصير مني وقد خلقتني ضعيفا؟ ومن أولى بالعفو عني منك؟ علمك فيّ سابق، وأمرك بيّ محيط، أطعتك بإذنك والمنة لك، وعصيتك بعلمك والحجة لك، فأسألك بوجوب رحمتك وانقطاع حجتي وبفقري إليك وغناك عني، أن تغفر لي وترحمني. اللهم لم أحسن حتى أعطيتني ولم أسئ حتى قضيت علي. اللهم إنا أطعناك وبنعمتك في أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلا الله، ولم نعصك بنعمتك في أبغض الأشياء إليك: الشرك، فاغفر ما بينهما. اللهم إنك أنس المؤمنين لأوليائك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك، تشاهدهم في ضمائرهم وتطلع على سرائرهم، وسري لك اللهم مكشوف، وأنا لك ملهوف، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا أغمت علي الهموم لجأت إليك استجارة بك، علما بأن أزمة الأمور بيدك وأن مصدرها عن قضائك. (٣)

- وفيه: عن شعيب بن حرب قال: قلت لسفيان الثوري: تسبب لي


(١) الترمذي (٤/ ٣٩٥/٢١٤٩) وقال: "وهذا حديث غريب حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ٢٤/٦٢) من حديث ابن عباس. وضعفه ابن القطان في الوهم والإيهام (٣/ ٦١١ - ٦١٢).
(٢) أصول الاعتقاد (٤/ ٧١٥/١١٧١).
(٣) أصول الاعتقاد (٤/ ٧٢٣ - ٧٢٤/ ١١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>