للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يضر في هذا الموضع تفاوت معارف الناس في هذا الباب، ومع ورود الجميع المنهل الراوي متحد. والفاضل يحذو حذو المفضول من عين ذلك الماء المعين، ويتعاورون ذلك فيما بينهم «تسمعون، ويسمع منكم» (١)، «ليبلغ الشاهد منكم الغائب» (٢).اهـ (٣)

[موقفه من المشركين:]

- قال رحمه الله في 'معارج الألباب في مسألة البناء على القبور': ... على أنا لا نسلم أيضا أن أحدا من الأربعة رضي الله عنهم، ذهب إلى ما ضمه نقل هذه المختصرات في هذه المسألة، فهاتوا نصوصهم في ذلك، فإنا لم نرهم نقلوا في جواباتهم هذه حرفا واحدا عن أحد من الأربعة في جواز البناء على القبور، بل نقل المالكي عن إمامه مالك -رضي الله عنه-: أنه كره البناء على القبر، وقال: لا خير فيه، فاعجب لها من طريقة طريفة، حيث يعمل أتباعه على خلاف مذهبه، ويفصلون المسألة بما يباين إطلاق الإمام، ويكون قولهم فيها في شق، وقول الإمام في الشق الآخر، واجعلها لك عبرة في غيره من المفتين الثلاثة، ولا تثق بأن ما حصلوه في كتب المذاهب رأي للأئمة.

فإنا لم نسمع عن الإمام الشافعي -رحمه الله- إلا أنه قال: "أدركت


(١) أخرجه: أحمد (١/ ٣٢١) وأبو داود (٤/ ٦٨/٣٦٥٩) وابن حبان (الإحسان (١/ ٢٦٣/٦٢)) والحاكم (١/ ٩٥) كلهم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وليس له علة ولم يخرجاه، وفي الباب أيضا عن عبد الله بن مسعود وثابت بن قيس بن شماس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، ووافقه الذهبي.
(٢) سيأتي تخريجه في مواقف فالح بن مهدي الدوسري سنة (١٣٩٢هـ).
(٣) معارج الألباب (٧٩ - ٨٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>