القاضي، الإمام، العلامة، الحافظ، الثقة، شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي المحاملي. ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومائتين، وأول سماعه في سنة أربع وأربعين. سمع أبا حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي صاحب مالك والبخاري وأحمد بن المقدام العجلي ويعقوب الدورقي، والزبير بن بكار، وطبقتهم ومن بعدهم فأكثر وصنف وجمع وصار أسند أهل العراق مع التصدر للإفادة والفتيا ستين سنة. وروى عنه دعلج بن أحمد، والدارقطني وابن جميع وأبو محمد بن البيع وعدة. قال الداوودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل. وقال الخطيب: كان فاضلاً ديناً شهد عند القضاة وله عشرون سنة وولي قضاء الكوفة ستين سنة. عقد بالكوفة سنة سبعين ومائتين في داره مجلساً للفقه فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه. أملى المحاملي مجلساً كعادته في ثاني عشر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة ثم مرض ومات بعد أحد عشر يوماً رحمه الله تعالى.
[موقفه من الرافضة:]
جاء في البداية والنهاية: أنه قد تناظر هو وبعض الشيعة بحضرة بعض الأكابر فجعل الشيعي يذكر مواقف علي يوم بدر وأحد والخندق وخيبر وحنين وشجاعته. ثم قال للمحاملي: أتعرفها؟ قال: نعم، ولكن أتعرف أنت
(١) تاريخ بغداد (٨/ ١٩ - ٢٣) وتذكرة الحفاظ (٣/ ٨٢٤ - ٨٢٦) والسير (١٥/ ٢٥٨ - ٢٦٣) والوافي بالوفيات (١٢/ ٣٤١ - ٣٤٢) والبداية والنهاية (١١/ ٢١٦) وتاريخ الإسلام (حوادث ٣٢١ - ٣٣٠/ص.٢٨١ - ٢٨٣) وشذرات الذهب (٢/ ٣٢٦).