أقول: هكذا كان منهاج السلف الصالح رضي الله عنهم، لا يقولون بغير علم ولا يروون عن غير ثقة، وأما المبتدعة فكل ما أحدثوه من بدع وفتنوا به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأضلوها به فهو عن غير علم وغير ثقة، فلو أخذت أسانيد المبتدعة إلى رؤوس بدعهم لَوَجَدتهم جميعا مِمَّن اتهموا في دينهم وقتل بعضهم على الزندقة، وعرف بعضهم بمكره وحيله، فنسأل الله السلامة والعافية، فلا أسانيد صحيحة ولا حجج علمية صريحة فكل علمهم مركب من جهل وضلال.
علي بن زيد بن جُدْعَان (١)(١٣١ هـ)
علي بن زيد بن عبد الله بن زهير أبي مليكة بن جُدْعَان، أبو الحسن القرشي التيمي البصري الأعمى، أحد علماء التابعين. روى عن أنس بن مالك، وسالم بن عبد الله بن عمر وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير وخلق وروى عنه: شعبة وإسماعيل بن علية والسفيانان والحمادان وغيرهم. قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن، قلنا لعلي بن زيد: اجلس مكانه. وقال الجريري: أصبح فقهاء البصرة عميانا: قتادة وابن جدعان، وأشعث الحداني. وقال سفيان بن عيينة: كان ابن جدعان مكفوفا، قال: ما أعرف أحمر ولا أبيض. وكان حافظا للقرآن، يعد كل ما في القرآن يا أيها الذين آمنوا، ويعد