للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١) فأثبت لهم إسلاما وطاعة لله ورسوله مع نفي الإيمان عنهم، وهو الإيمان المطلق الذي يستحق اسمه بمطلقه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٢). وهؤلاء ليسوا منافقين في أصح القولين، بل هم مسلمون بما معهم من طاعة الله ورسوله، وليسوا مؤمنين، وإن كان معهم جزء من الإيمان، أخرجهم من الكفر. (٣)

[موقفه من المرجئة:]

- قال في حاشيته على سنن أبي داود تعليقا على قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني ... » (٤) الحديث: وفي لفظ في الصحيحين «ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه الناس فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن -وزاد مسلم- ولا يغل حين يغل وهو مؤمن، فإياكم إياكم».

وزاد أبو بكر البزار فيه في المسند «ينزع الإيمان من قلبه. فإن تاب تاب الله عليه».

وأخرج البخاري في صحيحه (٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:


(١) الحجرات الآية (١٤).
(٢) الحجرات الآية (١٥).
(٣) كتاب الصلاة وحكم تاركها (ص.٦٠).
(٤) تقدم تخريجه ضمن مواقف الحسن البصري سنة (١١٠هـ).
(٥) البخاري (١٢/ ١٣٦/٦٨٠٩) والنسائي في الكبرى (٤/ ٢٦٨/٧١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>