للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن للشافعية فقيه بالعراق أرأس منه، ولا أشد ورعا، وكان من التقلل على حالة عظيمة يعني في المطعم، فقرا وورعا وصبرا على الفقر، وكان لا يسأل أحدا شيئا. توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين.

[موقفه من الرافضة:]

- جاء في طبقات الشافعية: له في المقالات كتاب سماه: 'كتاب اختلاف أهل الصلاة في الأصول' وقف عليه ابن الصلاح وانتقى منه فقال: ومن خطه نقلت أن أبا جعفر قال: ما تعرض في هذا الكتاب لما يختار هو وأنه روى في أوله حديث: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة (١)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأنه بالغ في الرد على من فضل الغنى على الفقر، وأنه نقل أن فرقة من الشيعة قالوا: أبو بكر وعمر أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، غير أن عليا أحب إلينا. قال أبو جعفر: فلحقوا بأهل البدع، حيث ابتدعوا خلاف من مضى. (٢)

[موقفه من الجهمية:]

- قال والد أبي حفص بن شاهين: حضرت أبا جعفر، فسئل عن


(١) أحمد (٢/ ٣٢٢) وأبو داود (٥/ ٤/٤٥٩٦) والترمذي (٥/ ٢٥/٢٦٤٠) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (٢/ ١٣٢١/٣٩٩١) وابن حبان (١٤/ ١٤٠/٦٢٤٧) و (١٥/ ١٢٥/٦٧٣١) والحاكم (١/ ١٢٨) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (١/ ٤٠٣): "فيه نظر، فإن محمد بن عمرو فيه كلام، ولذلك لم يحتج به مسلم وإنما روى له متابعة، وهو حسن الحديث".
(٢) طبقات الشافعية (١/ ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>