للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجة وعلم كل حادث لا نرد سؤل من انتحله حجة، فما وضحت فيه آية من كتاب الله مجمع على تأويلها أو سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا اختلاف فيها أو إجماع من العلماء أو مستنبط تعرف العقول عدله لزمهم الديانة به والقيام عليه وما لم يصح فيه آية من كتاب الله مجمع على تأويلها ولا سنة تلزمهم الديانة بها، ولا القيام عليه، كان عليهم العهد والميثاق في الوقوف عنده، كذلك نقول في التوحيد فما دونه وفي أرش الخدش فما فوقه، فما أضاء لي نوره اصطفيته وما عمي عني نوره نفيته وبالله التوفيق.

فقال المأمون اكتبوا هذا الكلام وخلدوه ببيت الحكمة. (١)

" التعليق:

سبحان من طبع على قلب المأمون، يسمع مثل هذا ويعجبه ويرتضيه، ومع ذلك يستمر على ضلاله الذي تبناه، فلا أدري إن كان حب الظهور هو الذي دفعه إلى هذا، أو هذا حقيقة عقيدة اقتنع بها وأراد حمل الناس عليها فالله أعلم، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

آدم بن أبي إياس (٢) (٢٢٠ هـ)

هو الإمام الحافظ القدوة، أبو الحسن الخراساني المروذي، ثم البغدادي، ثم العسقلاني. نشأ ببغداد، وسمع بها الكثير، وبالحرمين والكوفة والبصرة


(١) الإبانة (٢/ ٥٣٧/٦٧٠).
(٢) تاريخ بغداد (٧/ ٢٧ - ٣٠) وتاريخ الإسلام (حوادث ٢١١ - ٢٢٠/ص.٥٩ - ٦٢) وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٣٣٥ - ٣٣٨) وطبقات ابن سعد (٧/ ٤٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>