للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن، وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة، ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك. ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة، فأبطل المحنة، وأمر بإظهار السنة.

واعلم أنه أجمع جميع المسلمين على أنه لا طاعة لإمام ولا غيره في معصية الله تعالى. وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا لبس فيها ولا مطعن. كحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» أخرجه الشيخان وأبو داود (١).

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في السرية الذين أمرهم أميرهم أن يدخلوا في النار: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف» (٢). وفي الكتاب العزيز: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (٣).اهـ (٤)

[• موقفه من المرجئة:]

- قال: ومعلوم أن الحق الذي لا شك فيه، الذي هو مذهب أهل


(١) أحمد (٢/ ١٧) والبخاري (١٣/ ١٥٢/٧١٤٤) ومسلم (٣/ ١٤٦٩/١٨٣٩) وأبو داود (٣/ ٩٣ - ٩٤/ ٢٦٢٦) والترمذي (٤/ ١٨٢/١٧٠٧) والنسائي (٧/ ١٧٩ - ١٨٠/ ٤٢١٧) وابن ماجه (٢/ ٩٥٦/٢٨٦٤).
(٢) أحمد (١/ ٨١) والبخاري (٨/ ٧٢ - ٧٣/ ٤٣٤٠) ومسلم (٣/ ١٤٦٩/١٨٤٠ (٤٠)) وأبو داود (٣/ ٩٢ - ٩٣/ ٢٦٢٥) والنسائي (٧/ ١٧٩/٤٢١٦).
(٣) الممتحنة الآية (١٢).
(٤) أضواء البيان (١/ ٦٧ - ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>