للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخواني وأصحابي ألا يزيغوا عن منارهم، ولا يتبعوا غير أقوالهم، ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع، التي اشتهرت فيما بين المسلمين، وظهرت وانتشرت، ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه، وبدعوه، ولكذبوه، وأصابوه بكل سوء ومكروه.

ولا يغرن إخواني -حفظهم الله- كثرة أهل البدع، ووفور عددهم، فإن ذلك من أمارات اقتراب الساعة، إذ الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل» (١) والعلم هو السنة والجهل هو البدعة.

ومن تمسك اليوم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمل بها واستقام عليها، ودعا بالسنة إليها، كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة، في أوائل الإسلام والملة، إذ الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: «له أجر خمسين» فقيل: خمسين منهم؟ قال: «بل منكم» (٢). وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك لمن يعمل بسنته عند فساد أمته. اهـ (٣)

ومن أقواله رحمه الله: ما ترك أحد شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه. (٤)

[موقفه من الرافضة:]

- جاء في عقيدة السلف له أنه قال: ويشهدون ويعتقدون أن أفضل


(١) أحمد (٣/ ٢١٣ - ٢١٤) والبخاري (١/ ٢٣٥/٨٠) ومسلم (٤/ ٢٠٥٦/٢٦٧١) والترمذي (٤/ ٤٢٦/٢٢٠٥) وابن ماجه (٢/ ١٣٤٣/٤٠٤٥) من حديث أنس.
(٢) تقدم تخريجه ضمن مواقف علي بن المديني سنة (٢٣٤هـ).
(٣) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص.٣٠٧ - ٣١٨).
(٤) الاقتضاء (٢/ ٦١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>