الحافظ الكبير، الفضل بن عمرو بن حَمَّاد بن زُهَيْر بن درهم القرشي التيمي الطلحي، أبو نعيم الملائي الكوفي الأحول، مولى آل طلحة بن عبيد الله. كان شريكَ عبدِالسلام بن حرب الملائي في دكان يبيعان المُلاء. سمع الأعمش وشريكا ومالك بن مغول وسفيان الثوري ومسعر بن كدام وشعبة، وخلقا سواهم. وحدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل وإسحاق وابن معين وأبو حاتم وأمم سواهم. قال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. قال أحمد بن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نُوّه بذكرهما. وقال أيضا: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد: عفان وأبو نعيم.
روى الميموني عن أحمد أنه أثنى على أبي نعيم، وقال: كان ثقة، يقظان في الحديث، عارفا به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يقم غيره، عافاه الله. قال الخطيب: كان أبو نعيم مزاحا ذا دعابة، مع تدينه وثقته وأمانته. وقال أبو أحمد الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. توفي رحمه الله سنة تسع عشرة ومائتين.
[موقفه من الجهمية:]
- جاء في السير: قال أبو العباس السراج عن الكديمي قال: لما دخل
(١) طبقات ابن سعد (٦/ ٤٠٠) وتاريخ بغداد (١٢/ ٣٤٦) وتهذيب الكمال (٢٣/ ١٩٧ - ٢٢٠) والسير (١٠/ ١٤٢ - ١٥٧) وتهذيب التهذيب (٨/ ٢٧٠ - ٢٧٦) وشذرات الذهب (٢/ ٤٦).