والشعبي وأولاده الأربعة: المنذر، وعبد الله وإبراهيم ولم يدركه، وأيوب، وجماعة. روى الإمام أحمد عن جرير: لما دنوت من المدينة، أنخت راحلتي وحللت عيبتي ولبست حلتي، ثم دخلت المسجد فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله هل ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمري شيئا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته، فقال:"إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وإن على وجهه مسحة ملك". قال: فحمدت الله. (١) وقال أيضا: ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسم في وجهي. جاء مع قومه فأسلموا.
وقال عمر: جرير يوسف هذه الأمة. عن الشعبي: كان على ميمنة سعد بن أبي وقاص يوم القادسية جرير. قال محمد بن عمر: لم يزل جرير معتزلا لعلي ومعاوية بالجزيرة ونواحيها حتى توفي بالشراة في ولاية الضحاك ابن عيسى على الكوفة سنة إحدى وخمسين. ومسنده نحو من مائة حديث.
[موقفه من المشركين:]
عن جرير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ألا تريحني من ذي الخلصة -بيت خثعم- وكان يسمى: الكعبة اليمانية- قال: فخربناه أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب وبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشره فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات ... قال: وقلت يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل فوضع
(١) أحمد (٤/ ٣٦٤) والنسائي في الكبرى (٥/ ٨٢/٨٣٠٤) والطبراني (٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣/ ٢٤٨٣) والحاكم (١/ ٢٨٥) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٧٥) وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنهما، وأسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح".