للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مأوى لقرينه، ويجري فيه مجرى الدم، ويتكلم فيخضع له كل تالف ويعتقد أنه ولي لله، فلا قوة إلا بالله. وقد رأيت غير واحد من هذا النمط الذين زال عقلهم أو نقص يتقلبون في النجاسات، ولا يصلون، ولا يصومون، وبالفحش ينطقون، ولهم كشف كما والله للرهبان كشف وكما للساحر كشف وكما لمن يصرع كشف، وكمالمن يأكل الحية ويدخل النار حال مع ارتكابه للفواحش، فوالله ما ارتبطوا على مسيلمة والأسود إلا لإتيانهم بالمغيبات. (١)

الملك المظفر قُطُز (٢) (٦٥٨ هـ)

السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي التركي. كان أكبر مماليك المعز أيبك التركماني ثم صار نائب السلطنة لولده المنصور، وكان بطلا شجاعا، مقداما حازما حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، قال الذهبي: وله اليد البيضاء في جهاد التتار. وكان محببا إلى الرعية، حسن السيرة، ناصحا للإسلام وأهله، بويع في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة. بعدما دهم التتار الشام، فعزل الصبي من الملك (المنصور). وثب عليه بعض الأمراء وهو راجع إلى مصر فقتل في سادس عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة. ولم يكمل سنة في السلطنة رحمه الله.


(١) السير (٢٣/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٢) تاريخ الإسلام (حوادث ٦٥١ - ٦٦٠/ص.٣٥٢ - ٣٥٥) والسير (٢٣/ ٢٠٠ - ٢٠١) والبداية والنهاية (١٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩) وشذرات الذهب (٥/ ٢٩٣) والنجوم الزاهرة (٧/ ٧٢ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>