- صلى الله عليه وسلم - مشبهة على ما يزعم الجهمية المعطلة؛ فكل أهل القبلة إذا قرؤوا كتاب الله فآمنوا به بإقرار باللسان وتصديق بالقلب، وسموا الله بهذه الأسامي التي سماهم الله بها هم مشبهة، فعود مقالتهم هذه توجب أن على أهل التوحيد الكفر بالقرآن وترك الإيمان به، وتكذيب القرآن بالقلوب، والإنكار بالألسن؛ فأقذر بهذا من مذهب! وأقبح بهذه الوجوه عندهم عليهم لعائن الله، وعلى من ينكر جميع ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله، والكفر بجميع ما ثبت عن نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بنقل أهل العدالة موصولاً إليه في صفات الخالق جل وعلا! (١)
[موقفه من المرجئة:]
جاء في كتاب الأباطيل: فخرج من ناحية سجستان بأصحابه -يعني: محمد بن كرّام-، وامتد إلى أرض نيسابور، فاستقبله أهلها بالرحب، وتمسحوا به!! وقبلوه أحسن قبول، وعظمت الفتنة على الخاصة، وأهل العلم به، وأعياهم أمره، فاجتمعوا إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وكان شيخ الوقت غير مدافع، وإماماً في سائر العلوم الدينية، وكان الساماني ملك الشرق، يكتب إليه:"إمام الأئمة وحبر هذه الأمة" فحين استفحل أمر ابن كرام، وانتشر قوله في أعمال نيسابور، كاتب محمد بن إسحاق السلطان، وأن البلية قد عظمت على العامة بهذا الرجل، وأمره يزداد كل يوم انتشاراً، فكتب السلطان إلى نائبه بنيسابور: أن يمتثل جميع ما يأمره به الشيخ محمد بن إسحاق، ولا يخالفه في شيء يشير إليه، فجمع أهل العلم واستشارهم،