للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحب إلي مما طلعت عليه الشمس؛ وذلك أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يذكر المشركين، فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى، {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكننا نقاتل من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك. قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرق وجهه لذلك وسره وأعجبه. (١)

كعب الأحبار (٢) (٣٤ هـ)

كعب بن مَاتِع الحِمْيَرِي اليماني العلامة الحبر، كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ العجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة، وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء، حدث عن عمر، وصهيب، وغير واحد، وحدث عنه أبو هريرة ومعاوية، وابن عباس. روى عنه خالد بن معدان أنه قال: لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا. توفي بحمص في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه سنة أربع وثلاثين، وقيل غير ذلك.

[موقفه من الخوارج:]

جاء في الشريعة: عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن كعب الأحبار


(١) الاستيعاب (٤/ ١٤٨١ - ١٤٨٢) وتهذيب الكمال (٢٨/ ٤٥٥) والحلية (١/ ١٧٢ - ١٧٣).
(٢) السير (٣/ ٤٨٩ - ٤٩٤) والإصابة (٥/ ٦٤٧ - ٦٥١) وتهذيب الكمال (٢٤/ ١٨٩ - ١٩٣) وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص.٣٩٧ - ٣٩٨) وشذرات الذهب (١/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>