للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - إن القرون: التاسع والعاشر والحادي عشر؛ كانت حقبة مظلمة في التاريخ الإسلامي]

لقد كتب غير واحد عن تاريخ العقيدة على طريق الإجمال؛ منهم العلامة ابن القيم رحمه الله والإمام الذهبي في تاريخه وسيره، وكذلك المقريزي في خططه، والذي يظهر بالاستقراء والتتبع أن القرون الأولى بداية من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم كانت سلسلة متصلة بعلماء الحديث والسنة الذين حملوا صحيح المعتقد من جيل إلى جيل. وإن كان قد وقعت عقبات في التاريخ كان لها الأثر السيئ على المسيرة العقدية الصحيحة، كما حدث في عهد المأمون وإخوانه الذين تبنوا الفكر الجهمي، وكذلك ما قام به ورثة المجوس الرافضة من محاولات متعددة آخرها إسقاط الخلافة العباسية التي كانت مؤامرة من أعداء الله المجوس، وكذلك محاولاتهم في المغرب وفي مصر كما ذكر الدباغ في معالم الإيمان، والمقريزي في خططه، وغيرهم ممن كتب في التاريخ، فكل هؤلاء الزنادقة كان لهم دور كبير في صد الناس عن السنة وأهلها، وقتل العلماء وسجنهم وتعذيبهم، وتهديدهم بأنواع التهديدات.

ولما جاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أواخر القرن السابع وأوائل الثامن؛ أحيى الله به ما اندرس من السنة، ومثل التجديد بحق، فجدد الله به القرآن والسنن، وكان له تلامذة بررة فحول حملوا علمه ودعوته، كالحافظ ابن القيم والحافظ الذهبي والحافظ ابن كثير، والإمام المزي صاحب تهذيب

<<  <  ج: ص:  >  >>