للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن يحيى ابن أبي زائدة وجرير بن عبد الحميد وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن. أخذ عنه أبو يوسف 'الموطأ' وسحنون وسليمان بن عمران وابن المنهال، وسائر الكوفيين. قال أبو العرب: كان أسد ثقة لم يُزَنَّ ببدعة. وقد ولاه زيادة الله إمرة الجيش لغزو صقلية، فخرج الناس والعلماء يشيعونه، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله يا معشر الناس ما ولي لي أب ولا جد، ولا رأى أحد من سلفي مثل هذا، ولا بلغت ما ترون إلا بالأقلام، فاجهدوا أنفسكم فيها وثابروا على تدوين العلم تنالوا به الدنيا والآخرة. توفي وهو محاصر سرقوسة من غزوة صقلية سنة ثلاث عشرة ومائتين.

[موقفه من المشركين:]

واستفتى زيادة الله أمير إفريقية أسدا، وأبا محرز الكوفي، وزكرياء بن الحكم، في زنديق، فقال أبو محرز وأسد: يستتاب، فإن تاب وإلا قتل. (١)

[موقفه من الجهمية:]

- جاء في ترتيب المدارك للقاضي عياض: قال أبو العرب: كان أسد ثقة لم يزن ببدعة، قال أبو بكر ابن حماد: قلت لسحنون: يقولون إن أسدا قال بخلق القرآن، فقال: والله ما قاله، قال داود بن يحيى: رأيت أسدا يعرض التفسير، فتلا هذه الآية: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} (٢) فقال أسد: ويح أهل البدع، هلكت هوالكهم،


(١) ترتيب المدارك (٣/ ٣٠٣).
(٢) طه الآيتان (١٣ - ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>