للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم أجمعين، وأن يتراءى للناظر مستنيرا مثل فلق الصبح، يدعو الله أن يجعلنا في منجاة من تلك البدع المستحدثة. يقولون: إن البدعة تنقسم إلى نوعين: الحسنة والسيئة. أما هذا العاجز فلا يرى في شيء من هذه البدعة حسنا ولا نورا، ولا يشاهد فيها إلا ظلمة وقذرا.

وقد قال سيد البشر عليه وعلى آله التسليمات: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (١)، وقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» (٢)، فإذا ثبت أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، فأي معنى لوجود الحسن في البدعة وأي علاقة بينهما؟! (٣)

[موقفه من الرافضة:]

قال: ... ولكنه لما ألف كتابه في الرد على الروافض، وانتقد أعمالهم وعقائدهم علنا، كاد له بعض أفراد الشيعة، وأضمروا له في قلوبهم العداوة يتحينون الفرص لاضطهاده، فوشوا به إلى الملك ... حتى أرسل إليه الملك وأمر بإحضاره ... ولما دخل على الملك حياه بتحية الإسلام ولم يسجد له شأن أهل زمانه، فاستشاط أمراء المملكة غضبا، وانتهزوا الفرصة للتنكيل به. لكن المجاهد أبى إلا أن يصدع بالحق ويندد برجال الملك وأعمالهم المنكرة المعادية للدين الحنيف، فما كان من الملك إلا أن أمر بحبسه في سجن كوايار. (٤)


(١) تقدم تخريجه في مواقف ابن رجب سنة (٧٩٥هـ).
(٢) انظر تخريجه في مواقف اللالكائي سنة (٤١٨هـ).
(٣) تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند (ص.١٠٩ - ١١٠).
(٤) تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند (ص.١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>